رسالة إلى العالم واثنتان إلى جنديين إسرائيليين!
بلسان الشاعر محمود درويش، خاطب ريتشارد غير، النجم السينمائي الأمريكي في نشاط للتضامن مع أهالي غزة الشهر الماضي، العالم عبر مقطع فيديو بالإنترنت، ونقل المأساة المتواصلة منذ عقود.
خرجت كلمات قصيدة درويش " فكّر بغيرك"، المليئة بمعاني الألم والأمل بصوت هادئ، رُغم الخلفية العنيفة والوحشية، مع تواصل الحرب الهوجاء على قطاع غزة وأعمال القتل والتدمير والتهجير منذ 7 أكتوبر 2023 بحصيلتها الدموية التي فاقت 52 ألف قتيل.
الممثل الأمريكي الشهير ريتشارد غير كان أبدى دعمه للفلسطينيين في محنهم المتواصلة في عدة مناسبات في السابق، وأثناء زيارته إلى مدينة الخليل بالضفة الغربية عام 2017، قارن الوضع هناك بما جرى من فصل عنصري في جنوب الولايات المتحدة على خلفية قوانين جيم كرو، التي نصت على الفصل بين الأعراق في معظم الأماكن العامة خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
تقول قصيدة محمود درويش "فكّر بغيرك":
وأَنتَ تُعِدُّ فطورك فكِّرْ بغيركَ
لا تَنْسَ قُوتَ الحمامْ
وأَنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
لا تَنْسَ مَنْ يطلبون السلامْ
وأَنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ
مَنْ يرضَعُون الغمامْ
وأَنتَ تعودُ إلى البيت، بيِتكَ، فكِّرْ بغيركَ
لا تنس شعب الخيامْ
وأَنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّرْ بغيركَ
ثَمَّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام
وأَنتَ تحرِّرُ نفسك بالاستعارات، فكِّرْ بغيركَ
مَنْ فَقَدُوا حَقَّهم في الكلامْ
وأَنتَ تفكِّر بالآخرين البعيدين، فكِّرْ بنفسك
قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ
محمود درويش الذي توفى في عام 2008، يعد من أبرز الشعراء الفلسطينيين وكان نشر أكثر من 30 مجموعة شعرية ونثرية، وترجمت عدد من اعماله إلى 35 لغة.
موهبته الكبيرة وقدرته الهائلة على التعبير عن الذات الفلسطينية والتحدث بلسان الجموع ونقل التفاصيل الحميمة وسط أوجاع الموت والدمار، أغنت قصائد درويش وجعلتها مؤثرة وقادرة على مخاطبة الجميع بخصائصها الصوتية الغنائية المنظومة بإحكام.
اكتشف البعض قدرة قصائد محمود درويش" على الحديث من القلب إلى القلب بصدق ومحبة، ما دفع على سبيل المثال، المغنية الشعبية والشاعرة الروسية روسالينا سيلينتي في عام 2021 إلى ترجمة قصيدته "سأصير يوما ما أُريد" إلى الروسية والتغني بها.
مطلع هذه القصيدة يقول:
سأَصيرُ يوماً فكرةً. لا سَيْفَ يحملُها
إلى الأرضِ اليبابِ، ولا كتابَ …
كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من
تَفَتُّح عُشْبَةٍ،
لا القُوَّةُ انتصرتْ
ولا العَدْلُ الشريدُ.
عكس محمود درويش الروح الفلسطينية المقاومة والعنيدة ووجه قصائده إلى الجميع، حتى أنه خاطب في عام 2002 "جنديين إسرائيليين" في قصيدة بعنوان "حــــالة حصـــار" قائلا:
إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ
الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ
وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ
إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،
إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:
قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،
فيكبر طفلاً معافي،
ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ
تارِيخَ آسيا القديمَ.
وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.
وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ).
ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟
صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،
والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟
فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ
وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ؟
وجد الممثل الأمريكي ريتشارد غير في قصائد محمود درويش الطافحة بالعنفوان والأصالة والصدق، العبارات المناسبة لمخاطبة الضمير العالمي على خلفية مأساة غزة الرهيبة. لم يطلب الكثير من القريب والبعيد. قال على لسان درويش:
وأَنتَ تعودُ إلى البيت، بيِتكَ، فكِّرْ بغيركَ
لا تنس شعب الخيامْ.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
هكذا أداروا "النكسة" الكبرى!
بدأت إسرائيل صباح 5 يونيو 1967 الحرب بضرب 11 قاعدة جوية مصرية مرتين، دمرت خلالهما 304 من أصل 419 طائرة مصرية ثم سارعت بإبلاغ مجلس الأمن بأنها تتعرض لهجوم مصري غادر.
قبيلة لا ينام أفرادها إلا ساعتين!
يتشابه البشر رغم تعدد وتنوع الثقافات، الجميع مثلا يحن ويتذكر الماضي ويتوق إلى المستقبل، إلا أن بعض القبائل التي بقيت منعزلة اكتسبت طريقة تفكير مختلفة، إحداها لا تعرف إلا الحاضر.
كوهين بين "خدعة الأشجار" ومفتاح شقة في قلب دمشق!
تعد قصة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي زرع في سوريا عام 1962، واحدة من أكبر عمليات الاختراق في المنطقة، تضخمت الهالة حول كوهين وكرس بمثابة أسطورة كبرى.
اغتيلت حماتها ثم زوجها وحرمت بعد ذلك من حكم الهند
بعد فوز حزب المؤتمر الذي تترأسه في الانتخابات في 13 مايو 2004 اختيرت سونيا غاندي لرئاسة وزراء الهند، إلا أنها وجدت نفسها مضطرة بعد 5 أيام إلى التخلي عن حكم هذا البلد.
تفجير تحت الأرض.. لحظة حسمت مصير جيش كان "لا يُقهر"
اكتملت في 7 مايو 1954 هزيمة الفرنسيين الكبرى في فيتنام في معركة "ديان بيان فو" باستسلام جماعي لقواتهم بما في ذلك قياداتها وعلى رأسهم الجنرال كريستيان دي كاستريس.
"سلاح السرطان" واليد الخفية!
رصد في أمريكا اللاتينية إصابة عدد من قادتها المعادين للولايات المتحدة بالسرطان، وامتد إصبع الاتهام إلى واشنطن. الشبهات زادت يعد وفاة الزعيم الفنزويلي هوغو تشافيز بسرطان الأمعاء.
بردعة مسامير وإيهام بالغرق.. أفظع وسائل تعذيب محاكم التفتيش!
ظهرت محاكم التفتيش بأمر من الملكين الإسبانيين فرديناند وإيزابيلا عام 1478، وكان الهدف الرئيس منها التخلص من معتنقي اليهودية والإسلام وكذلك أي معتقدات أخرى معارضة للكاثوليكية.
بونابرت بين قفص تيمورلنك الحديدي وسم الفئران!
اعتقد نابليون بونابرت في أيامه الأخيرة بمنفاه في جزيرة سانت هيلانة أنه يعاني من مرض السرطان الذي كان قضى على والده في سن مبكرة، إلا أن شبهات موته متسمما لا تزال قائمة حتى الآن.
القتل بمدافع الهاوتزر والاعتذار بعد نصف قرن!
بدلا من الحضور بابتسامة عريضة لاستلام جائزة الأوسكار لأفضل ممثل، أرسل نيابة عنه شابة من الهنود الحمر الأمريكيين لتقول ما أفسد الحفل وأثار غضب وحنق الكثيرين.
التعليقات