مباشر

تفاصيل كمين الأنصارية.. من "سوء حظ" إلى كارثة!

تابعوا RT على
يمكن وصف الكمين الذي نصب لقوة إسرائيلية خاصة شهيرة قرب بلدة الأنصارية بجنوب لبنان في 5 سبتمبر 1997، بأنه إحدى الضربات الموجعة الكبرى التي تعرضت لها هيبة الجيش الإسرائيلي.

أنزلت حينها من البحر على الساحل اللبناني خارج الشريط الحدودي الذي كانت تحتله إسرائيل في ذلك الوقت، قوة خاصة إسرائيلية تابعة لسلاح البحرية تتكون من 16 شخصا ينتمون إلى "وحدة شايطيت 13"، في مهمة لاغتيال أحد قادة حزب الله أو حركة أمل.

كان يقود المجموعة المقدم يوسف كوراتي، البالغ من العمر 32 عاما، والذي تصفه مصادر عبرية بأنه شخصية أسطورية بالنسبة للجنود العاملين معه.

الهالة الأسطورية تحيط بكامل وحدة "شايطيت13 " والتي توصف بأنها من بين الأكثر سرية في الجيش الإسرائيلي، وأنها تشكلت في عام 1949، وأن اسمها غير الرسمي هو "الجنود الصامتون"، وأن أفرادها لعبوا أدوارا حاسمة في جميع الصراعات الإسرائيلية.

في ذلك الكمين الشهير والمعقد والذي أصر قادة عسكريون إسرائيليون لفترة طويلة على أنه مجرد "سوء حظ" ناجم عن انفجار عبوات كان أحد افراد المجموعة يحملها على ظهره، تعرضت هذه الوحدة الأسطورية إلى واحدة من أكبر الخسائر في يوم واحد. من بين المجموعة المكونة من 16 شخصا، قتل 11 جنديا وضابطا بمن فيهم قائدها المقدم يوسف كوراتي، إضافة إلى إصابة 4 آخرين، فيما نجا جندي واحد كان يحمل جهاز الاتصال بالراديو وطلب الدعم الفوري والإخلاء.

كانت هذه المجموعة من وحدة "شايطيت13 " قد أنزلت على الشاطئ قرب بلدة الأنصارية ليلة 4 إلى 5 سبتمبر 1997، وعبر أفرادها الطريق الساحلي الخالي وقتها وعبروا البساتين والمزارع فيما كانت طائرات مسيرة إسرائيلية تحوم في سماء المنطقة، وتنقل مباشرة المشهد بالفيديو إلى قيادات الجيش الإسرائيلي.

ما أن اجتازت القوة الرئيسة للمجموعة الإسرائيلية بستانا محاطا بجدار حجري وخرجت من بوابته حتى انفجر لغم أرضي بالتحكم عن بعد. بعد ثوان حين وصلت بقية المجموعة، انفجر لغم ثان، وقتل قائد المجموعة المقدم يوسف كوراتي.

ما حدث لاحقا، أصر الإسرائيليون لفترة طويلة على أنه "سوء حظ". المقاتلون اللبنانيون فتحوا النار واصابوا أحد أفراد المجموعة الإسرائيلية وكان يحمل متفجرات في حقيبة على ظهره، ما أدى إلى انفجار العبوات الناسفة وتحوله إلى أشلاء.  

هذه الرواية العبرية تقول إن أحد عشر إسرائيليا بمن فيهم القائد قتلوا، وأصيب 4 آخرون في أقل من 4 دقائق. تمكن الجندي الأخير من طلب النجدة وهبطت طائرات مروحية إسرائيلية تابعة لفرقة الإنقاذ الجوية للوحدة 669 من طراز كوبرا في مكان المعركة مسنودة بدعم ناري بالمدفعية والصواريخ، وبدأت عملية إخلاء القتلى والجرحى. في تلك الأثناء أصيب طبيب عسكري إسرائيلي برتبة نقيب هو ماهر دغش بجروح قاتلة نتيجة شظية من لغم.

الرواية ذكرت أيضا أن مدنيين قتلا في تبادل إطلاق النار، وأصيب ثالث بجروح خطيرة، فيما فتحت مدفعية الجيش اللبناني المضادة للطائرات نيرانها على المروحيات الإسرائيلية، واستهدفت طائرة إسرائيلية مواقع الجيش اللبناني، كما أطلقت زوارق الصواريخ الإسرائيلية عدة طلقات على القرية لإسكات قذائف الهاون. نتيجة لهذا القصف، أصيبت عدة منازل بأضرار.

بعد مرور أربع ساعات ونصف من بدء المعركة، أقلعت آخر مروحية إسرائيلية، ولم تتمكن فرق الإخلاء من العثور على أحد الجنود. كان ايتامار إيليا هو المكلف بحمل العبوات الناسفة. بقايا هذا الجندي أعيدت في يونيو 1998 في صفقة تبادل مع حزب الله.

في المحصلة قتل في ذلك الكمين 12 عسكريا إسرائيليا هم خمسة ضباط وسبعة ضباط صف، وهو أكبر عدد من القتلى في يوم واحد من نوعه. رئيس الوزراء نتنياهو وصف ما جرى بأنه "من أسوأ المآسي التي حدثت لنا على الإطلاق".

الصدمة الإسرائيلية مما حدث لصفوة قواتها الخاصة في الأنصارية عام 1997 زادت بعد أن تبين أن حزب الله تمكن بالفعل من التقاط صور الفيديو التي كانت تبثها مسيرة إسرائيلية في الوقت الفعلي، وكان على علم بالعملية المرتقبة، وأن المقاتلين اللبنانيين نصبوا كمينا محكما وكانوا يزرعون العبوات الناسفة في بساتين المنطقة ويزيلونها كل ليلة في انتظار قدوم الإسرائيليين. هذا الأمر جرى لعدة ليال. بعد هذا الدرس القاسي بدأ الجيش الإسرائيلية في تشفير عمليات إرسال صور الفيديو من طائراته المسيرة.

المصدر:RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا