وأضافت: "جدير بالذكر أن الرسالة القاسية التي خرجت الثلاثاء، من مصر، جاءت من وزارة الخارجية في القاهرة، فليس الرئيس السيسي هو الذي يرد على الاتهامات حول الدور المصري من وراء ظهره، بل المتحدث باسم وزارة الخارجية التي يديرها الوزير الجديد بدر عبد العاطي، فقليلون هم الذين سيتذكرون أن عبد العاطي نفسه خدم في السفارة المصرية في تل أبيب، وهو يعرف شيئا أو شيئين عن إسرائيل".
واستطردت قائلة: "سبق للسيسي أن أوضح موقفه قبل شهرين عندما قال إن إسرائيل تشن حربا عنيفة على غزة، كما أوضح أن مصر سترفض كافة الجهود الإسرائيلية الرامية إلى جلب سكان قطاع غزة إلى سيناء أو أي مكان آخر في مصر. ومع ذلك، هاجر أكثر من 100.000 من سكان قطاع غزة إلى القاهرة".
وأضافت: "تعبر الرسالة من الجانب المصري عن الرفض التام لتصريحات نتنياهو بشأن تهريب الأسلحة عبر محور فيلادلفيا، وهو أن إسرائيل تتعمد تكثيف وتضخيم الأزمة مع غزة، وإيقاف أي جهد دولي من جانب مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى حل وتحقيق صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، ومن يقرأ ما بين السطور وستجد الرسالة أن القاهرة أيضا لم تعد تصدق كل مخاوف نتنياهو، وتندهش مصر من أن نتنياهو يخطط بنشاط لوجود إسرائيلي طويل الأمد على طول محور فيلادلفيا".
وأضافت بيري أنها تحدثت بالأمس مع اثنين من كبار المسؤولين في القاهرة، وأن من المهم توضيح أن المصريين يتحدثون في السياسة مثل الإسرائيليين تمامًا، فكل شخص لديه رأي، لكن على عكس إسرائيل، حيث تزدهر الديمقراطية، فإنهم في مصر يعرفون أن من سيتخذ القرار بالنهاية هو الرئيس، ويمنع الجدال بعد قراراته.
وأضافت: "اندلعت أمس أزمة ثقة بين المسؤولين الأمنيين المصريين ونظرائهم في الموساد ممن كانوا يخوضون مباحثات التهدئة، وصحيح أنهم يقرؤون كل ما ننشره، ويدركون أن ليس كل كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل يوافقون على قرار البقاء في فيلادلفيا، لكن نتنياهو هو بالنسبة لهم الحكم الأعلى والحصري والوحيد".
وكانت قد ردت القاهرة بقوة على الاتهامات المتعلقة بتهريب الأسلحة عبر محور فيلادلفيا، ورفضت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي. وبحسب بيري، ما زالت مصر تصر على أنه تم إغراق كل الأنفاق بالمياه الجوفية، بل اتهمت مصر في الوقت نفسه إسرائيل بـ"تعمد تضخيم الأزمة مع غزة ووقف أي جهد دولي للتوصل إلى اتفاق".
المصدر : يديعوت أحرونوت