وكشف خبراء وباحثون مدى استفادة نهر النيل في مصر من الأمطار الغزيرة الساقطة على السودان ومصر.
وأكدوا في السياق أن مياه النيل لم تحصل إلا على القليل من السيول الجارفة التي ضربت السودان وجنوب مصر.
وقدم الباحث بالشأن الإفريقي وحوض النيل هاني إبراهيم توضيحا بشأن مياه السيول واستفادة مصر منها، حيث قال إن "وصول سيول السودان إلى مدخل بحيرة السد العالي في العمق السوداني هي مياه مشبعة بالرمال التي جرفتها من صحراء شمال السودان وليست طميا.
وأضاف هاني إبراهيم أن سيول السودان "لها مساهمة في ايراد النيل لكن ليس بالشكل المتداول.
وصرح بأنه وقبل إنشاء السد العالي تم تقدير كمية الرمال التي تصل من شمال السودان خلال تحديد سعة التخزين الميت بـ60 إلى 65 مليون متر مكعب سنويا، من ضمن الرمال التي يجرفها فيضان النيل بالإضافة إلى رمال الأودية التي تصب في النيل.
وأفاد بأن كمية المياه أكثر من الرمال، مبينا أن كمية الأمطار خلال الأيام الماضية تعد مرتفعة.
وعن مدى استفادة مياه النيل من سيول السودان ومصر، قال الباحث هاني إبراهيم: "أكيد أتمنى الأرقام تكون قياسية ولم تحدث ولكن ما يحدث مجرد حالات مؤقتة قد تكون مرتبطة بالتحول من ظاهر "النينو" إلى "لا نينا" في الفترة الحالية، وعندما تستمر لعدة سنوات حينها نقول تغيرا مناخيا".
وذكر الباحث هاني إبراهيم "ملحوظة أخيرة هنا مشروعات لحصاد الأمطار في السودان، وبعضها يحتجز مياها من تلك الأودية وكان من المفترض أن تصب في النيل.. لا بديل عن النيل الأزرق ولا توجد بدائل عنه".
كما كشف رشاد حامد مستشار منظمة اليونسيف لتحليل البيانات مدى استفادة نهر النيل من مياه السيول حيث قال: "سقطت أمطار غزيرة جدا في السودان وجنوب مصر وانتشرت حالة من المبالغة عن زيادة إيراد نهر النيل بسبب هذه الأمطار."
وأضاف رشاد حامد: "سبب المبالغة ينتج عن عاملين: هطول الأمطار، والبنية الطوبولوجية للأرض التي تسقط عليها الأمطار"، مشيرا إلى أن "الطوبولوجيا (التضاريس) تؤثر على كيفية جمع مياه الأمطار وتوجيهها لتشكل الأنهار، حيث أن طوبولوجيا السودان ومصر لا تسمح بجمع المطر لذلك ينتج عن الأمطار مستنقعات أو بحيرات متفرقة وسرعان ما تتبخر المياه أو تتسرب لجوف الأرض"
وأكد رشاد حامد أنه رغم أن بعض مياه هذه الأمطار وصلت لمجرى نهر النيل وبحيرة ناصر إلا أنها كميات بسيطة ولا يمكن وصفها بأنها إضافة مؤثرة لإيراد النهر.
المصدر: "فيتو"