ووفق "يديعوت أحرونوت"، إسرائيل في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجوم محتمل من إيران و"حزب الله"، وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أبلغ وزراء مجموعة السبع الليلة الماضية (الأحد) أن الهجوم الانتقامي ضد إسرائيل سيصل على الأرجح في غضون 24 إلى 48 ساعة، إلا أنهم في إسرائيل يقولون أن هناك عدم يقين بشأن "ساعة الصفر"، لكن التحضير يتم لأي هجوم فوري يمكن شنه في أي لحظة.
وبحسب الصحيفة، أكملت إسرائيل استعداداتها في الجوانب الدفاعية والهجومية، بعد أن عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورة أمنية الليلة الماضية انتهت بعد منتصف الليل.
واليوم الاثنين، لم يكن هناك تقييم آخر للوضع، وقال مسؤول إسرائيلي كبير تعليقا على كلمات بلينكن: "ليس لدينا في الحقيقة أي إشارة إلى متى سيهاجمون.. تقييمنا هو أنهم سيهاجمون".
وبعد أن قام المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون في الأيام الأخيرة بتوزيع هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية على الوزراء، تم الآن توزيعها أيضا على كبار المستشارين، وهذا يعني أن إسرائيل تستعد لسيناريوهات ألتا وتعطل الشبكة الخلوية. لكن فيما عدا ذلك، لم يتلق الوزراء أي تعليمات خاصة، ولم تتم دعوة المجلس الوزاري السياسي الأمني للاجتماع أيضًا.
وفي إسرائيل، تولى أهمية كبيرة للمساعدة الأمريكية في تشكيل التحالف الذي سيعمل على اعتراض الهجوم.
وقد وصل قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي الجنرال مايكل كوريلا، إلى إسرائيل اليوم، ومن المقرر أن يقيم الوضع مع رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت.،وتعد هذه الزيارة التاسعة التي يقوم بها كوريلا للبلاد منذ اندلاع الحرب، فيما كانت الزيارة السابقة قبل نحو أسبوعين فقط، ووظيفته هي التأكد من أن التحالف الدولي منسق وجاهز لأي سيناريو.
ويدرك الأمريكيون أنه كلما تم اعتراض وإحباط الهجوم على إسرائيل، قل احتمال نشوب حرب إقليمية، ولا تريد الولايات المتحدة رؤية المزيد من التصعيد، وترسل رسائل إلى كل من حلفائها والإيرانيين للحد من الهجوم، حسب الصحيفة، وسيتم تنفيذ عملية الاعتراض من القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر، وفق "يديعوت أحرونوت".
وقال وزير الدفاع يوآف غالانت لكوريلا اليوم خلال لقائه معه إن وصوله إلى إسرائيل في هذه الساعات يرمز أكثر من أي دعم للعمليات وأن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة لا يمكن الجدال فيها، كما شكر غالانت وزير الدفاع الأمريكي أوستن، وبحسب مكتبه "أعرب عن تقديره للجنرال لعمله النشط لتعزيز الاستقرار الإقليمي والحفاظ على أمن إسرائيل".
كما أجرى غالانت جولة من المحادثات مع وزراء دفاع الدول الغربية بهدف توسيع التنسيق وضمان التعاون في التحذير من الهجوم واعتراضه.
وتحدث غالانت مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، الذي تحدث معه عدة مرات في الأيام الأخيرة، وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، ووزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو.
ومن المتوقع أيضا أن يتحدث مع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، ومن المرجح أن تكون هناك اتصالات خلف الكواليس مع دول عربية معتدلة، وفق الصحيفة.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء اليوم، إنه تحدث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد حول الوضع في الشرق الأوسط.
وأضاف ماكرون: "ندعو جميع اللاعبين إلى إظهار المسؤولية وضبط النفس من أجل منع التصعيد الإقليمي. التصعيد ليس في مصلحة أحد".
كما زار وزير الدفاع غالانت اليوم مركز قيادة سلاح الجو وأجرى تقييما للوضع مع قائد الفيلق اللواء تومر بار ومنتدى كبار قادة الفيلق.
وأصر غالانت على تجهيز التشكيلات الدفاعية في ظل التطورات الأمنية، وعلى إمكانيات العمل الهجومي في كافة القطاعات القتالية، حيث توجه الوزير للقادة قائلا: "أعداؤنا يفكرون بعناية في خطواتهم بفضل القدرات التي أظهرتموها في العام الماضي. ومع ذلك، يجب أن نستعد لكل الاحتمالات.. بما في ذلك الانتقال السريع إلى الهجوم".
ويقول السفراء الأجانب في إسرائيل إنهم يتابعون الوضع عن كثب، ونقلت "يديعوت أحرونوت عن أحدهم قوله: "يبدو أن التصعيد أمر لا مفر منه".
وأوضح السفراء أنهم أصدروا تعليماتهم لمواطني بلدانهم بتوخي الحذر واتباع توجيهات قيادة الجبهة الداخلية، وجاء في تصريحات سفير إحدى الدول: "لا توجد خطة لإجلاء العاملين أو المواطنين بالسفارة، لكننا سنرى كيف يتطور الوضع وسنتخذ الخطوات اللازمة".
هذا وأكد متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني حق إيران في الرد على إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران مؤخرا، مشددا على عدم نية بلاده تصعيد التوتر في المنطقة.
المصدر: "يديعوت أحرونوت"