وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، إن البلاد تشهد "أزمة ضخمة من صنع الإنسان بالكامل" بعد مرور عام على بدء الحرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع".
وأضافت "الأطراف المتنازعون تجاهلوا بشكل متكرر الدعوات لوقف الأعمال العدائية، بما فيها تلك الصادرة عن هذا المجلس، وبدلا من ذلك سرّعوا استعداداتهم لمزيد من المعارك"، متحدّثة عن "مواصلة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع حملاتهما لتجنيد مدنيين".
وأعربت روزماري ديكارلو خصوصا عن قلقها إزاء تقارير بشأن هجوم "وشيك" محتمل قد تشنه "قوات الدعم السريع" على الفاشر وهو ما يثير خطر فتح "جبهة جديدة في النزاع".
وصرحت ديكارلو بأن "المعارك في الفاشر يمكن أن تؤدي إلى صراع دموي بين المجموعات السكانية في أنحاء دارفور ما يزيد من إعاقة توزيع المساعدات الإنسانيّة في منطقة باتت بالفعل على شفا مجاعة".
والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور وقد لجأ إليها كثير من النازحين بعدما ظلت لفترة طويلة بمنأى من الحرب الدائرة بين الطرفين منذ عام.
وقالت إديم ووسورنو مديرة العمليات في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، "ثمة تقارير مستمرة بشأن معارك في الأجزاء الشرقية والشمالية من المدينة ما تسبب في نزوح أكثر من 36 ألف شخص"، مشيرة إلى أن منظمة "أطباء بلا حدود" عالجت أكثر من 100 شخص في الفاشر خلال الأيام الأخيرة.
وأضافت أن "العدد الإجمالي للضحايا المدنيين يُرجّح أن يكون أعلى من ذلك بكثير"، محذرة من أن "أعمال العنف هذه تشكل خطرا شديدا وفوريا على 800 ألف مدني يعيشون في الفاشر، وهذا يهدّد بإثارة مزيد من العنف في أجزاء أخرى من دارفور".
وذكرت وكالة "أ ف ب" أن "قوات الدعم السريع" التي يقودها دقلو "حميدتي"، تسيطر حاليا على أربع من عواصم ولايات دارفور الخمس ما عدا الفاشر التي تضمّ مجموعات مسلحة كانت قد تعهدت الوقوف على مسافة واحدة من طرفَي الحرب، ما جنّبها الانزلاق إلى القتال، لكن هذا الموقف تغير مع إعلان جماعات متمردة أنها قررت خوض القتال ضد "الدعم السريع" بسبب "الاستفزازات والانتهاكات" التي تُتهم هذه القوات بارتكابها في الفاشر.
ودفعت اشتباكات الفاشر إلى تصاعد القلق الدولي على مصير المدينة التي كانت مركزا رئيسيا لتوزيع الإغاثة والمساعدات.
المصدر: أ ف ب