وقال اللواء الغباشي في تصريح لـRT، إن "الحديث عن مدينة بيروت يختلف تماما، لأن بيروت مدينة سكانية، لديها قوات الجيش اللبناني الخاص بالمقاومة، بالإضافة إلى عناصر من المخيمات في جنوب لبنان قبل ظهور "حزب الله"، وكانت متواجدة في مناطق سكنية. وبالتالي الأمر يختلف عن عدوان إسرائيل على غزة".
وعن إمكانيات حركة حماس أوضح الغباشي أنها "متمركزة بشكل كبير في قطاع غزة، حيث قامت بعمل تجهيزات هندسية استعدادا للعمليات العسكرية ضد العدو المحتل".
تجهيزات حماس
وأضاف الخبير: حماس لديها شبكة أنفاق تقدر بحوالي 500 كيلومتر، تقسم على مستويين في قطاع غزة. لافتا إلى تجهيزات حماس لأماكن الإقامة للانتقال إلى وضع الدفاع وأماكن لخروج مقاتلين لإطلاق الصواريخ، وأيضا أماكن للخروج بالأسلحة الخفيفة والرشاشات، بالإضافة إلى أماكن للأسلحة المضادة للدبابات والمدرعات.
وتابع: "لديها أماكن مخصصة للمخازن والأسلحة والذخائر والإقامة لتوفير المعيشة في حالة الحصار وقضاء فترة دون الاستعانة بالخارج."
كما بيّن الغباشي تسخير حماس الكبير لفتحات الدخول والخروج، من أجل تنفيذ عمليات مفاجأة على العدو المتمركز حول قطاع غزة وداخله، منوها بالصعوبة الشديدة عقب كل قصف قابلها، ولكن هناك احتواء من جهة مقاتلين حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة.
وأردف قائلا: "الأمر يختلف تمام وعلينا ألّا نعتبر ما حدث في لبنان 1982 نموذجا لما يحدث الآن في قطاع غزة، وهناك أكثر من تجربة لتقدم عناصر مدرعة منذ أسبوع حيث تم تدميرها التعامل معها بشدّة، أما العمليات التي تمت نطلق عليها في قانون القتال العسكري "الاستطلاع بقوة" وهذه العملية أُسر فيها قائد قوات الاحتلال الكولونيل يوئرشؤال، إضافة إلى فشل عملية عسكرية كان يشارك فيها عدد من عناصر المارينز وتم أسر عدد منهم وتصويرهم، وهو بمثابة نجاح للمقاومة".
انتصارعلى أحد أقوى الجيوش
وعبّر الخبير الغباشي لـRT عن تصوّره أن "هذا الأمر يمثل نجاحا كبيرا وانتصارا "للمقاومة" على العدو الإسرائيلي رغم القصف الشديد، بكل ما يملك العدو من أسلحة وتكنولوجيا ومساندة من الولايات المتحدة من قوات "دلتا" والنخبة والأجهزة الإلكترونية الحديثة، والقوات البريطانية الخاصة التي تشارك في العملية العسكرية على قطاع غزة".
واستطرد: "كل ما تحقق من انتصارات لعناصر المقاومة حماس والفصائل الفلسطينية، هي انتصارات كبيرة على جيش من أقوى الجيوش تسجل في التاريخ، تسليحا وتكتيكا وإمكانيات وقدرات عالية باحدث الأسلحة إضافة إلى الدعم الأمريكي والبريطاني".
بينما أعلنت أمريكا عن عناصرها التي لا تشارك وهي موجودة في قطاع غزة للتخطيط والمتابعة، عناصر "دلتا" والقيادات للجيش الأمريكي من القوات الخاصة، ولكن تم أسر عدد منهم أثناء مشاركتهم ووجودهم في اشتباكات حقيقية مع عناصر المقاومة، وهذا الأمر يعتبر تورط كامل للجيش الأمريكي في هذه العمليات العسكرية التي تحدث ضد أفراد المقاومة والشعب الفلسطيني الأعزل، ومن هنا نعلم أن هناك مشاركة من القوات الخاصة البريطانية تم الإعلان عنها ولكنها تتم في سرية.
واختتم بالقول أن هذا يؤكد ما ذكرناه سابقا وأعلنت عنه مرارا، أن القتال في المدن والمناطق السكنية من أصعب أنواع القتال ويقال أنه مقبرة للجيوش النظامية الغازية.
المصدر: RT
القاهرة – ناصر حاتم