وأفادت الصحيفة بأن أولى تداعيات البيان المثير للجدل الذي أصدرته الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" وربط زلزال الحوز بالغضب والعقاب الإلهي، تمثلت في إعلان القيادي والوزير السابق في صفوف الحزب عبد القادر اعمارة، استقالته من الحزب وذلك بعد أقل من 24 ساعة من إصدار البيان.
وقال اعمارة في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "فيسوك": "بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة والتنمية فإني أعلن عن استقالتي من الحزب وكل هيئاته منذ هذه اللحظة"، ما اعتبره الكثير من المتابعين ردا مباشرا منه على بيان الأمانة العامة للحزب الذي أغضب الكثير من أعضائه.
وذكرت الصحيفة "يبدو أن اعمارة ليس الوحيد الغاضب من البيان الذي أشعل النار داخل الحزب"، مشيرة إلى أن "هسبريس" اتصلت بعدد من أعضاء الأمانة العامة الذين تحاشوا التعليق على الموضوع، في إشارة إلى عدم رضاهم عن البيان الذي أصدره الأمين العام.
واشارت إلى أن عزيز أفتاتي القيادي البارز في صفوف "حزب المصباح"، اعتبر أن البيان خطأ جسيم ما كان ينبغي للأمانة العامة أن تساير عبد الإله بنكيران فيه.
وأضاف أفتاتي "اعتبار الزلزال غضبا من الله خطأ شائعا في الثقافة الإسلامية، ويدخل في باب العقائدية والفكرية"، مشددا على أن هذه الأخطاء لا ينبغي أن تتسرب لهذه الهيئات الإصلاحية.
وتابع قائلا: "أنا لا أتفق مع ذلك الكلام، لأنه غير سليم من الناحية العقدية والفكرية.. وهذه القناعة غير صحيحة، لأنه لا يمكن أن نقول إن جزيرة الوقواق ضربها إعصار، وهذا غضب إلهي".
وأوضح أنه ما كان ينبغي للأمانة العامة أن تدرج كلام الأمين العام في البيان، وقد يفهم منه أنه إقرار أو اتفاق معه، وأنها تشاركه تلك القناعة وتتقاسمها معه.
وهاجم أفتاتي بنكيران قائلا: "إنه إنسان صوفي، وأن تتسرب إليه مثل هذه الأفكار الخاطئة فهذا أمر ليس مستغربا، كما قد تكون عنده بعض المبالغات في كل الأحوال، وذلك ما كان ينبغي أن يضمن في البيان"، في إشارة إلى أن الأمانة العامة للحزب تتحمل مسؤولية هذا الخطأ.
وشدد السياسي المغربي على حاجة التنظيمات الإصلاحية إلى الفرز وتصحيح الأفكار غير السليمة عند عامة الناس، وقبل ذلك عند النخبة.
يذكر أنه مساء 8 سبتمبر 2023 ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر عدة مدن مغربية كبرى مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس (شمال)، ومراكش وأغادير وتارودانت (وسط).
المصدر: "هسبريس"