وأوضح أن الأمر يتطور خاصة إذا كانت تعاني الأم من الوحدة مع الأولاد، أو تحمل مسؤولية كبيرة: "الاكتئاب العادي ما بعد الولادة ميوديش للنتيجة دي، بيروح عادي، لكن الاكتئاب الشديد، خطير جدا، لأنه بيصاحبه ذهان وأوهام بتتملكها، فبتخليها ترتكب الجرائم في حق نفسها أو حق أولادها، بدون إدراك".
وأوضح الدكتور هشام رامي أن المعاناة مع الأوهام الكبيرة، وشدة وحدة الاكتئاب، وحدة التوهم غير العادية، عوامل قادرة على جعل المخ يتوقف، ويتخيل أن الحياة أصبحت جحيمًا، والموت هو النجاة: "قتلت ولادها عشان تكفر عن ذنبها إنها جابتهم للدنيا، وإنها كدة هتوديهم الجنة، وده السبب وراء الجريمة، حال التأكد من معاناتها من الاكتئاب الشديد".
وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أن 15% من السيدات يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، وأن نسبة 1 إلى 2% من المكتئبين يعانون من شدته، ويصلون لنفس النتيجة.
وجاءت هذه التعليقات من الطبيب على واقعة هزت مصر بعد إقدام أم على ارتكاب جريمة قتل وحشية تجاه أطفالها الثلاثة داخل قرية ميت تمامة، التابعة لمركز ومدينة منية النصر بشمال محافظة الدقهلية، بعد الكشف عن مرورها بحالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة، والعثور على السلاح الأبيض المستخدم في الواقعة داخل المنزل، حيث تبين محاولتها التخلص من حياتها بالانتحار، بعد تنفيذ جريمتها.
وكانت قوات الأمن قد تلقت إخطارا بورود بلاغ من أهالي القرية بالعثور على سيدة في العقد الخامس ملقاة على جانب إحدى الترع بالقرية، وتبين أنها تبلغ من العمر 33 سنة حاصلة على بكالوريس تربية عربي، وتم نقلها إلى مستشفى منية النصر وتحويلها إلى المستشفى الدولي بالمنصورة.
وكشفت التحريات الأولية أن المرأة حاولت إنهاء حياتها بإلقاء نفسها أسفل عجلات جرار زراعي، وأثناء فحص البلاغ، وصل بلاغ آخر بالعثور على ثلاثة أطفال مذبوحين بنحر في الرقبة داخل منزلهم، بعد بلاغ الأهالي وتبين أن السيدة التي كانت تحاول الانتحار هي أم الأولاد، كما كشفت التحريات أن الأب مسافر خارج البلاد للعمل.
وأشار التقرير الطبي المبدئي إلى أن الأم في حالة خطرة، حيث تبين إصابتها بجروح قطعية في مناطق متفرقة من جسمها، وذلك بسبب إلقاء نفسها أمام جرار زراعي على كوبري القرية.
المصدر: موقع "هن"