وفي كلمة له، أمام السلك الدبلوماسي في قصر بعبدا، قال عون: "إن لبنان الذي يرزح اليوم تحت أعباء اقتصادية ومالية واجتماعية وإنسانية صعبة أسس لها نظام سياسي ونهج مالي واقتصادي، وزادت من حدتها أزمة تفشي كورونا وأحداث من غدر الزمان، لبنان هذا يتطلع دوما إلى أشقائه وأصدقائه في العالم ليعملوا على مساعدته كي يتجاوز الظروف القاسية".
وأضاف: "لبنان بطبيعته ليس ممرا أو مقرا لما يمكن أن يسيء إلى سيادة دولكم وأمنها واستقرارها، ولا يشكل تدخلا في شؤونها الداخلية، وخصوصا الدول العربية الشقيقة، ونحن نأمل أن تكون مواقف بعض الدول مماثلة لمواقفه، بحيث لا تستعمل ساحته ميدانا لتصفية خلافاتها أو صراعاتها الإقليمية، ولا تدعم فئات أو مجموعات منه على حساب فئات أخرى، بل تتعاطى مع جميع اللبنانيين من دون تمييز أو تفرقة".
وأمل عون "أن يعود الأمن والاستقرار إلى الدول العربية التي شهدت حروبا، وفي مقدمتها، الجارة الأقرب سوريا، بحيث يعود النازحون إلى أرضهم وممتلكاتهم، خصوصا أن لبنان ينظر بريبة إلى مواقف دولية تحول حتى الآن دون هذه العودة، على الرغم من توقف القتال في مناطق سورية واسعة".
وأكد عون عزمه على متابعة العمل، على الرغم من كل العراقيل، من أجل تحقيق الاصلاحات التي التزم بها، و"التي طالما دعت دولكم إلى تطبيقها، وأولى الخطوات الاصلاحية إقرار خطة التعافي المالي والاقتصادي خلال الأسابيع المقبلة، وذلك تمهيدا لمناقشتها مع صندوق النقد الدولي لبدء مسيرة النهوض من جديد، بالتزامن مع التدقيق المحاسبي الجنائي في مصرف لبنان والإدارات والمؤسسات والمجالس الأخرى".
من جهة أخرى، قال الرئيس اللبناني: "كلي أمل بأن اللبنانيين سيكونون على مستوى المسؤولية في إيصال إلى الندوة البرلمانية (البرلمان اللبناني القادم) من سيعمل على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم لغد أفضل، وإرساء أسس نظام سياسي خالٍ من الاستئثار ولا تتولّد منه أزمات لا حلولا لها من ضمنه".
وجدد استمرار رغبة لبنان في التفاوض من أجل ترسيم حدوده البحرية الجنوبية (مع إسرائيل) على نحو يحفظ حقوقه في المنطقة الاقتصادية الخالصة وفق ما تنص عليه القوانين والمعاهدات الدولية ذات الصلة.
المصدر: RT