زيارة منعم إلى يبرود مسقط رأس والديه عام 1994 ما زالت في ذاكرة أهالي المنطقة، ويروي عبد القادر الحكيم لـRT الذي يعمل منذ سنوات على إنجاز "الموسوعة اليبرودية" أن والد منعم وعمه كانا من أوائل المهاجرين، وأنهما كانا من أوائل العائلات التي دأبت على تقديم كل مساعدة ممكنة لأهالي البلدة.
ويقول الحكيم وهو أحد أقارب منعم، إن الأخير زار سوريا مرتين كانت الأولى في الستينات، وخلالها تزوج من سليمة جمعة من مدينة الضمير في ريف دمشق.
ويحتفظ الحكيم بعدد من الصور، منها ما تم توثيقه في زيارة منعم الثانية إلى سوريا عام 1994 حين كان رئيسا للأرجنتين، وقد التقى وقتها بالرئيس الراحل حافظ الأسد قبل أن يزور يبرود.
ويقول الحكيم إن أهالي البلدة استقبلوه بحفاوة، وكان برفقته وزير الخارجية السوري آنذاك فاروق الشرع، ومحافظ ريف دمشق علي زيود.
وأضاف الحكيم أن منعم استقبل كثيرا من السوريين في بلاده، وأنه لم يكن فقط في صف "البيرونيين" في الأرجنتين، بل كانت علاقة صداقة تجمعه بخوان بيرون الرئيس الأرجنتيني الأسبق لفترتين.
وفي اتصال مع RT، قال طلال عقيل وهو ابن خال منعم إن الأخير قضى نحو شهر في زيارته الأولى إلى يبرود معظمها في بيت خاله النائب العام في سوريا جلال عقيل، وتزوج خلال تلك الزيارة سليمة جمعة وهي من مدينة الضمير.
وفي زيارته الثانية وكان وقتها رئيسا في بلاده زار منزل جده لوالدته الذي ما زال كما هو، بينما طرأت بعض التغييرات على منزل جده لوالده.
ويقول إن سفير الأرجنتين في سوريا منير منعم، وهو شقيق كارلوس كان يرافقه في زيارته تلك، وحول طريقة التواصل معه قال إنه كان يستطيع فهم اللغة العربية لكنه لم يكن يستطيع التحدث بها، وقد ازدحم المنزل بأهالي يبرود.
وعود خابت
وعن بعض تفاصيل الزيارة يتحدث رئيس مجلس مدينة يبرود آنذاك يوسف القاصوص لـ RT، ويقول إن تحضيرات استمرت أياما سبقت الزيارة، وأنفقت المدينة نحو مليونين ونصف المليون من الليرات آنذاك (وهو مبلغ كبير في ذلك الزمن)، على مشاريع تحسين طرقات المدينة وساحاتها، خاصة التي يتوقع أن يمر فيها "الضيف الكبير"
ويقول إن وزير الخارجية السوري الأسبق فاروق الشرع كان رئيس بعثة الشرف، في استقبال منعم، إضافة إلى وزير الدولة ناصر قدور ومحافظ ريف دمشق وقتها علي زيود.
يستذكر القاصوص أن أحد رجال الأعمال من المدينة أكد أن منعم سيتبرع بنحو 3 ملايين دولار، لبلدية يبرود.
ويضيف أن أهالي المدينة كانوا يتناقلون أحاديث مفادها أن منعم "سيعلن مفاجأة" خلال الزيارة، ولم يحدث ذلك، ويتابع: "قلت للمترجم أن ينقل لمنعم أنه نُمي إلينا أنه ينوي التبرع، فإن كان ذلك صحيحا فهذا الوقت هو المناسب، ونتمنى أن يعلن ذلك أمام أهالي المدينة"، إلا أن المترجم عاد ليقول: "غدا سيضع شيئا في السفارة للمدينة"، وهو أيضا ما لم يحدث.
يقول القاصوص إنه وأثناء الزيارة كان أهالي البلدة وبمجهود شعبي ينجزون مشروع تأهيل مدخل المدينة الغربي الجبلي، وبعد شق الجبل كان الطريق في مرحلة التعبيد، ووضع الإنارة، أثناء الزيارة، وقد أطلقت المدينة على ذلك الطريق اسم الرئيس كارلوس منعم، كما تم وضع حجر يرمز للتآخي بين مدينتي: يبرود (مسقط رأس والدي كارلوس)، ولاريوخا (مسقط رأسه في الأرجنتين)
وهو ما تم رفعه وإلغاؤه فيما بعد.
تواريخ
ونشر الإعلامي السوري المقيم في الأرجنتين عدنان نقّول، بعض المحطات في حياة كارلوس رؤول منعم.
ومنها أنه ولد عام 1930 في قرية أنيجاكو في ولاية لاريوخا شمال غرب الأرجنتين، من أبوين سوريين مهاجرين للأرجنتين، هما رؤول منعم وبالعربية اسمه سعود ومهيبة عقيل، المنحدرين من مدينة يبرود التابعة لمحافظة ريف دمشق.
بدأ حياته محاميا، وانتخب مرتين حاكما لولاية لاريوخا، كما اعتقل مرتين، قبل أن يتم انتخابه حاكما للولاية حتى عام 1989 حيث تولى منصب الرئاسة وبقي فيه حتى 1999.
وتوفى منعم وهو عضو في مجلس الشيوخ الأرجنتيني.
المصدر: RT