وأكد عون على واجبه اليوم بمصارحة اللبنانيين بالوقائع، لافتا إلى "اقتراب الاستحقاقات الكبرى، والتي يتم فيها رسم خرائط وتوقيع اتفاقيات، وتنفيذ سياسات توسعية أو تقسيمية، قد تغير وجه المنطقة".
وأشار إلى أن "التغيرات السياسية الكثيرة والعميقة التي شهدتها المنطقة بفعل عوامل إقليمية ودولية، لم تظهر كل نتائجها بعد على صعد كثيرة، وقد تقلب الأمور رأسا على عقب".
وأضاف عون متسائلا:"أين نحن وأين موقع لبنان، وما هي السياسات التي علينا أن ننتهجها إزاء التغيّرات والتفاهمات المحوريّة الكبرى، كي لا يكون لبنان متلقيا وغير فاعل فيما نشهده، فيغدو فتات مائدة المصالح والتفاهمات الكبرى؟"
وأعرب عن إحساسه بوجع الشعب اللبناني، متهما بعض من حكم لبنان منذ عقود، بأنهم " رفعوا شعارات رنانة، بقيت من دون أي مضمون، كانت بمثابة وعود تخديرية، لم يرَ الشعب اللبناني منها أيّ إنجاز نوعي يضفي على حاضره ومستقبله اطمئنانا".
وشدد على أن الإصلاح "بقي مجرد شعار يكرره المسؤولون والسياسيون، وهم يضمرون عكسه تماما، ينادون به ولا يأتون عملا إصلاحيا مجديا، بل يؤمنون مصالحهم السلطوية والشخصية بإتقان وتفان، حتى وصل باللبنانيين الأمر إلى أن أصبح الفساد فسادا مؤسساتيا منظما بامتياز، متجذرا في السلطات، والمؤسسات، والإدارات، اللبنانية".
واستذكر عون أيام إبعاده في فرنسا، مشيرا إلى أن شعار الإصلاح كان يصدح في لبنان، وحين عودته، لم ير أي أثر له من أي نوع كان.
وقال: "حين حملت مشروع التغيير والإصلاح في محاولة لإنقاذ الوطن رفع المتضررون المتاريس بوجهي"، مستشهدا بصفحات الإعلام المكتوب، والمواقف في سائر الوسائل الإعلامية، واعتبرها شاهدة على تصميم ممنهج من المواجهين له، بعدم تمكينه من أي مشروع إصلاحي، بمجرد أنه نابع من اقتناعه ونهجه.
كما وسأل عون: "أين الاقتصاد بعد أن أكل ريعه مدخرات اللبنانيين وجنى عمرهم، في حين أننا كنا ننادي وما زلنا بالاقتصاد المنتج؟ أين الخطة الاقتصادية ومن أفشل تطبيقها؟ أين برنامج الاستثمار العام (CIP) ومن أبقاه حبراً على ورق؟ أين الخطط الإنمائية القطاعية التي وضعها مؤتمر CEDRE ومن تقاعس عن تنفيذها؟ أين خطة الكهرباء التي تنام في الأدراج منذ سنة 2010، ولم يحدد لها أي اعتماد أو إطار تنفيذي بالرغم من إصرارنا عليها كي لا يظلّ اللبنانيون أسرى العتمة وكلفة المصادر المتعددة للطاقة المحرزة؟ أين خطة السدود من تجميع ثروة لبنان الطبيعية المياه التي تنبع من جوف أرضنا وتذهب سدى من أنهرنا إلى بحرنا؟".
وسلط الضوء على أنه في بدايات عهده، قام بإيقاظ مراسيم الاستكشاف والتنقيب عن الغاز في بحر لبنان، بعد سبات عميق، لافتا إلى أن الغاز ثروة طبيعية لها حجمها وآثارها الإنقاذية لأوضاع لبنان الاقتصاديّة المتردية، في حين أن التشكيك لا يزال سائدا لدى مروجي التشاؤم من بعض من يتولى الشأن العام.
وأعرب عون عن تساؤله حول سبب غياب اقتراحات قوانين الإصلاح لاستعادة الأموال المنهوبة، والتحقيق التلقائي في الذمة المالية، للقائمين بخدمة عامة، والمحكمة الخاصة بالجرائم المالية، وعن العديد من المشاريع الانمائية التي كان من المفترض إنشاءها.
وفي الختام أكد عون على أنه سيظل على العهد والوعد، وأمل من اللبنانيين بالتفكر جيدا بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح.
وجاء ذلك قبل الاستشارات النيابية التي ستقوم بها الكتل النيابية اللبنانية لتسمية رئيس حكومة جديد، بعد اعتذار السفير مصطفى أديب عن تأليفها.
المصدر: "RT"