وذكر الدبلوماسي الإماراتي في مقال الرأي الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية واسعة الانتشار أن مخططات الضم الإسرائيلية تتناقض مع التوافق العربي والدولي بشان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، محذرا من أن هذه الخطوة ستؤجج العنف وستحدث صدمة في مختلف أنحاء المنطقة، وخاصة في الأردن الذي تستفيد إسرائيل من استقراره.
وتابع: "أدلى الزعماء الإسرائيليون في الآونة الأخيرة بتصريحات مثيرة عن تطبيع العلاقات مع الإمارات ودول عربية أخرى، لكن خطط الضم الإسرائيلية تتناقض مع الحديث عن التطبيع".
وأشار السفير إلى أن خطوة الضم ستقوض على الفور بالتأكيد تطلعات إسرائيل إلى تطوير الروابط الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي، وخاصة الإمارات، مقرا بوجود أفق لإقامة "تعاون أمني أوثق وأكثر فعالية" بين أبوظبي وتل أبيب كدولتين لديهما أقوى جيشين في المنطقة ومخاوف مشتركة بشأن الإرهاب والاعتداءات، ناهيك عن علاقاتهما القديمة والوثيقة مع الولايات المتحدة.
وقال العتيبة إن توسيع العلاقات الاقتصادية والمالية بين الإمارات وإسرائيل قد يصب في تسريع وتيرة تعزيز النمو والاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن وجود مصالح مشتركة بين البلدين فيما يتعلق بقضايا المناخ والماء والأمن الغذائي والعلوم المتطورة قد يكون محفزا لمبادرات جديدة بين الطرفين.
وأضاف السفير أن الإمارات باعتبارها مركزا دوليا مهما في مجال الملاحة الجوية واللوجستيات والإعلام والثقافة قد تصبح "بوابة مفتوحة تصل الإسرائيليين بالمنطقة والعالم"
وذكر الدبلوماسي الإماراتي أن الضم المتوقع(لإجزاء من الضفة الغربية) سيؤدي إلى تشديد مواقف العرب تجاه إسرائيل، في وقت أفسحت فيه مبادرات إماراتية مجالا للتبادل الثقافي والفهم الأوسع نطاقا لإسرائيل واليهودية في العالم العربي، قائلا: "شجعت الإمارات الإسرائيليين على التفكير في فوائد الروابط الأكثر انفتاحا وطبيعية، وفعلنا نفس الشيء أيضا بالنسبة للإماراتيين والعرب بشكل أوسع".
وخلص السفير إلى أن إسرائيل قد تحقق مكاسب كثيرة جراء تطوير العلاقات مع العرب، بما في ذلك تعزيز الأمن وإقامة روابط مباشرة وتوسيع الأسواق، بالإضافة إلى الاعتراف المتزايد، مضيفا: "هذا قد يكون أمرا طبيعيا، لكن الضم ليس من الطبيعي، بل إنه استفزاز خاطئ من نوع آخر، ولن يكون استمرار الحديث عن التطبيع في هذه الحالة سوى أملا خاطئا في تحسين العلاقات مع الدول العربية".
وتابع: "بودنا في الإمارات ومعظم أنحاء العالم العربي الاعتقاد بأن إسرائيل هي فرصة وليست عدوا. نواجه كثيرا من التهديدات المشتركة ونرى إمكانات كبيرة لتدفئة العلاقات. وسيصبح قرار إسرائيل بشأن الضم مؤشرا واضحا على ما إذا كانت تشاركنا هذا الموقف".
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نيته فرض سيادة إسرائيل على جميع المناطق المخصصة للدولة العبرية بموجب خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، وهي جميع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن.
وكان العتيبة بين ثلاثة سفراء عرب حضروا المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير الماضي عن خطته للسلام المثيرة للجدل والتي رفضها الجانب الفلسطيني تماما.
المصدر: يديعوت أحرونوت