ونقلت الصحيفة أمس الثلاثاء عن أشخاص مطلعين على سير التحقيقات التي تجريها الولايات المتحدة والسعودية في الهجوم، قولهم إن المعلومات التي يتسلمها المسؤولون السعوديون من محققيهم وكذلك من الولايات المتحدة والكويت تزيد من قناعتهم بأن الطائرات المسيرة والصواريخ أطلقت من منطقة إيرانية قريبة من حدود العراق.
وأشار مسؤولون أمريكيون للصحيفة إلى أن الدفاعات السعودية ركزت اهتمامها غالبا على حدود المملكة الجنوبية مع اليمن وكذلك على مضيق هرمز الاستراتيجي، غير أن الجانب الشرقي من المملكة أصبح غالبا "بقعة عمياء"، ما استغله منفذو الهجوم.
وأما بخصوص منظومات "باتريوت" الأمريكية التي نشرها البنتاغون في قاعدة الأمير سلطان الجوية في وقت سابق من العام الجاري فإنها تهدف إلى الدفاع عن العسكريين الأمريكيين المتواجدين في القاعدة والمنطقة المحيطة بها، إلا أن هجوم السبت الماضي كان خارج نطاق تغطيتها، حسب المسؤولين الأمريكيين.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الهجوم نفذ من قاعدة إيرانية شمال الخليج، مؤكدين رصدهم "أنشطة غير عادية" في القاعدة قبيل استهداف "أرامكو"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وأكد المسؤولون أن الصواريخ التي استهدفت "أرامكو" حلقت على ارتفاع منخفض، وقال أحدهم إن إيران استخدمت في الهجوم تكنولوجيا صاروخية أكثر تطورا، وهي تزيد من قدرة الصواريخ على المناورة ويصعب رصدها.
وأشارت الصحيفة إلى غياب أدلة دامغة لدى الولايات المتحدة تؤكد أن الهجوم نفذ في الواقع من القاعدة المذكورة، غير أن المسؤولين الأمريكيين ذكروا أنهم يستندون في استنتاجاتهم إلى أدلة غير مباشرة، ما قد يشمل اتصالات قبيل الهجوم، وما يسمى "أدلة التحاليل الشرعية".
ولجمع هذه الأدلة، زار المحققون الأمريكيون المواقع المستهدفة في السعودية، حيث عثروا على صاروخ واحد على الأقل لم ينفجر بالكامل، ويعتقد أن تكنولوجيا إيرانية استخدمت فيه، والمشاورات جارية داخل البنتاغون والأجهزة الاستخباراتية بشأن إمكانية رفع السرية والكشف عن بعض الأدلة التي تم جمعها، حسب الصحيفة.
من جانبها، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي الجنرال جوزيف دانفورد عرضا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طيفا من الخيارات العسكرية للرد على هجوم "أرامكو"، بما يشمل قصف المواقع التي أطلقت منها الصواريخ ومخازن في إيران، علاوة على تنفيذ عمليات سيبرانية سرية بهدف الإضرار بالبنى التحتية النفطية في الجمهورية الإسلامية وتعليق عملها.
المصدر: وول ستريت جورنال + نيويورك تايمز