عين على قمم الصفا..
على مشارف المسجد الحرام شهد قصر الصفا بمكة المكرمة ثلاث قمم في 30 ساعة، خليجية وعربية طارئتان بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، والثالثة قمة عادية لدول منظمة التعاون الإسلامي.
أغلب المطبوعات الإشهارية والترحيبية التي انتشرت إلى جانب الأعلام على جنبات الطرق من جدة إلى غاية الحرم المكي حملت شعار القمة الإسلامية "يدا بيد نحو المستقبل"، الأمر الذي اعتبره كثيرون شعارا بعيدا عن حقيقة الهواجس الخليجية، والسعودية على وجه الخصوص، من إيران، سبب الدعوة إلى هذه القمة.
قمم على جبل شاهق..
يقع قصر الصفا على الطرف الغربي من الحرم، ويقع جزء كبير من القصر المبني على قمة الجبل داخل حدود الحرم نفسه، وقد استبشر متابعون على وسائل التواصل الاجتماعي بكون هذه الدلالات مؤشرا على قرارات مهمة قد يتم اتخاذها في القمم.. ليعبر بعض منهم لاحقا عن خيبة أملهم.
أما المعتمرون والمصلون فقد عبروا عن امتعاضهم من الزحام الشديد الذي سببته الطرقات المغلقة لتسهيل حركة الوفود، ومن الحواجز الأمنية التي كانت تقيمها القوات الخاصة بين فينة وأخرى لتأمين أداء كبار الشخصيات للعمرة.
توقفت شوارع بأكملها في بعض الأحيان لأكثر من ساعة وأغلقت أخرى على العابرين بها.
إعلاميا انتقت السلطات السعودية مجموعة مختارة من وسائل الإعلام التي سمح لها بالذهاب إلى قصر الصفا لتصوير جزء من فعاليات القمة أو حضور بعض النقاط الصحفية التي نظمت هناك، فيما حصرت حركة وسائل إعلام أخرى، في المركز الإعلامي الذي يقع في منطقة منى، بالعوالي.
أما الجانب الحكومي فقد عمد إلى تحويل المركز الإعلامي إلى معرض فني وتشكيلي، قدمت فيه منظمات حكومية ومبادرات خاصة أعمالها واستعرضت أنشطتها للإعلاميين والزائرين، فقد كان الممثلون والمنشدون يقدمون فقراتهم بين الساعة والساعة بإشراف مباشر من مسؤولي وزارة الإعلام السعودية.
وقد نالت قناة RT نصيبا من الترحاب..
عندما كان إمام الحرم المكي، عبد الرحمن السديس، يدعو في ابتهال ليلة السابع والعشرين من رمضان بتأليف قلوب المسلمين، وتكاتفهم وأمنهم وأمانهم، كانت القمة الإسلامية على بعد أمتار منه تناقش أغلب القضايا في الدول الإسلامية وسبل حلها لتخرج ببيان ختامي من اثني عشر مبدأ حول العمل الإسلامي وتجنب الفوضى، بالإضافة لمكافحة الإرهاب والطائفية، كما أكدت على التضامن مع السعودية والإمارات إثر تعرض مضختي نفط سعوديتين وأربع سفن شحن قبالة الساحل الإماراتي إلى اعتداءات.. دون تحميل أي جهة المسؤولية عن ذلك.
كان البند الأبرز للبيان الذي سمي إعلان مكة المكرمة، رفض سياسات واشنطن في الاعتراف بالجولان تحت السيادة الإسرائيلية، واعتبار القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى حتى نيل الشعب الفلسطيني حقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
سبقت انعقاد القمة الإسلامية بيوم القمتان الطارئتان بفارق ساعة بينهما، كانت الأولى انعقادا لمجلس التعاون الخليجي، وقد تركزت عليها الأنظار بسبب حضور رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر آل ثاني، وإمكانية أن يشكل ذلك، إلى جانب ظرف الزمان والمكان، فرصة لحلحلة الأزمة الخليجية.
لكن الظاهر أن هذه القمة الخليجية انشغلت بالصيغة التي يمكن التوافق عليها في التعامل مع طهران، أكثر من انصرافها إلى الأزمة الخليجية وفق محللين تحدثوا لـ RT، ذلك أن بيانها، أي القمة الخليجية، أتى في ساعة متأخرة، بعد صدور بيان الجامعة العربية، وانصب حول إيران.
ساعة بعد القمة الأولى كان القادة العرب قد بدؤوا أعمال القمة العربية الاستثنائية الرابعة عشرة بخطاب للعاهل السعودي حمل فيه إيران وزر استهداف مضختي النفط السعوديتين من خلال الحوثيين، ووزر استهداف السفن في الساحل الإماراتي.. داعيا العرب إلى سياسة موحدة تخاطب المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته إزاء التجاوزات الإيرانية.
بيد أن الثابت في خطاب العاهل السعودي أثناء القمتين الطارئتين هو التأكيد على أن الخليج لا يريد حربا مع إيران، لكنه لن يتسامح مع سياساتها العدائية في المنطقة.
ما كاد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية ينهي تلاوة البيان الختامي للقمة العربية حتى كان العراق قد دفع بقصاصة اعتراض على البيان في محتواه ولكون العراق لم يُشرك في صياغته.
عندما بث البيان الختامي للقمة كان الإعلاميون في المركز الإعلامي يتبادلون التعليقات حوله، وأنه ليس إلا ترجمة لحالة الشقاق العربية، وبشكل من الأشكال لحالة الخلاف في الدول الإسلامية التي اختلفت مصالحها حتى تضاربت، وفق البعض.
المصدر: RT
