وحول تلك الخطوة العلمية المميزة قال العالم، ستيفن كولزيكوفسكي، من جامعة كاليفورنيا الأمريكية إن "تصوير هذه العملية يعتبر إنجازا بحد ذاته، فسرعة تضاعف الحمض النووي عند هذا النوع من البكتيريا تختلف بشكل كبير كل مرة، وتتم وفق آليات مختلفة وبطرق عشوائية، الأمر الذي صعّب على العلماء فهمها لمدة طويلة، تصوير هذه العملية سيساعدنا في المستقبل على فهم آليات عمل المورثات عند البكتيريا المعوية والتي تعتبر عاملا أساسيا يؤثر على صحة الإنسان، وعمليات امتصاص الأغذية في الجسم".
وأضاف أن "أحد أهم العوامل التي تميز الكائنات الحية كالإنسان والحيوانات وبعض الأحياء الدقيقة، هي قدرة أجسامها على خلق نسخها الوراثية الخاصة، حيث تصنع خلايا أجسامها شيفرات معينة لنقل المعلومات الوراثية من جيل إلى آخر، هذه العملية تتم وفق آليات معقدة جدا، تعتبر من أعقد التفاعلات الكيميائية، ولو استطعنا التحكم ببعض آليات الانقسام الوراثي عند بعض الكائنات الدقيقة، سنتمكن من إيجاد حلول لمكافحة العديد من أنواع البكتيريا والفيروسات التي تشكل خطرا على صحة الإنسان".
وأوضح أن السنوات الأخيرة بينت للعلماء العديد من جوانب تضاعف الحمض النووي عند الكائنات، فعند الإنسان مثلا، يمر تضاعف جزيء الـ DNA بمراحل معينة: أولا تنفصل سلسلتا جزيء DNA عن بعضهما البعض بسبب تكسّر الروابط الهيدروجينيّة التي تصل الروابط النيتروجينيّة ببعضها، ويتم انشطار الجزيء على شكل طولي حتى نهاية السلسلة، وبالتالي تتحول إلى سلاسل أحادية، ومن ثم يرتبط إنزيم التضاعف (إنزيم بلمرة DNA) بالسلسة الأحادية، ومن ثم يتضاعف جزيئين من DNA في نفس الوقت والسرعة، وبالتالي ينتج من تلك العميلة سلسلتين من DNA واحدة قديمة والأخرى جديدة، ومن بعدها تتكون الكروموسومات وتتكاثف داخل النواة.
والشيء المهم الذي أشار إليه كولزيكوفسكي هون أن أجسام الكائنات تحوي أنواعا معينة من البروتينات التي يمكن أن تؤثر على عملية تضاعف الحمض النووي، ولو استطاع العلماء في المستقبل فهم آلية عمل تلك البروتينات بشكل أفضل، لتمكنوا من التأثير على عملية التضاعف، وبالتالي فهم آلية الطفرات التي تتسبب بالعديد من الأمراض الوراثية.
المصدر: نوفوستي
أسعد ضاهر