وتعد السالمونيلا التيفية (Salmonella Typhi) أحد مسببات الأمراض القاتلة الخاصة بالإنسان والتي تسبب حمى التيفوئيد. وغالبا ما يصاب الناس بعدوى السالمونيلا عند تناولهم أطعمة ملوثة من أصل حيواني مثل اللحوم أو البيض والتي لا يتم طهيها بشكل جيد.
ويشار إلى أن عدوى الإنسان بالسالمونيلا التيفية، وهي شكل من أشكال بكتيريا السامونيللا المعوية، يمكن أن تحدث عن طريق تناول السالمونيلا الموجودة في فضلات الحيوانات التي تلوث الأغذية أو المياه وربما بالاتصال المباشر بالحيوانات المصابة من خلال تربيتها أو ذبحها أو تنظيفها أو التعامل معها.
وعادة ما تبدأ أعراض العدوى بين ست ساعات وستة أيام بعد التعرض. وتتلاشى العدوى في غضون أربعة إلى سبعة أيام دون الحاجة إلى تدخل طبي. ويمكن للبعض التعرض للعدوى من دون ظهور أي أعراض. ومع ذلك، يمكن أن يكون المرض في بعض الأحيان أكثر خطورة ويؤدي إلى دخول المستشفى.
والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقا، وضعف في أجهزة المناعة، والأطفال دون سن 12 شهرا، وكبار السن، هم الأكثر عرضة بشكل خاص لآثار جانبية خطيرة، أو حتى الموت.
وفي حالات نادرة، يمكن أن تؤدي عدوى السالمونيلا إلى دخول الكائن الحي إلى مجرى الدم والتسبب في مرض أكثر خطورة، مثل التهابات الشرايين والتهاب الشغاف (التهاب صمام القلب) والتهاب المفاصل.
وقال جيونغ مين سونغ، الباحث الرئيسي في الدراسة، الحاصل على درجة الدكتوراه والأستاذ المشارك في قسم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة كورنيل: "كان هدفنا الرئيسي في هذه الدراسة هو معرفة ما إذا كانت الطماطم وعصيرها يمكن أن تقتل مسببات الأمراض المعوية، بما في ذلك السالمونيلا التيفية، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الصفات التي تمتلكها والتي تجعلها فعالة".
وقام الباحثون من جامعة كورنيل، في التجارب المعملية، بالتحقق مما إذا كان عصير الطماطم يقتل السالمونيلا التيفية بالفعل. وبمجرد التأكد من ذلك، نظر الفريق في جينوم الطماطم للعثور على الببتيدات المضادة للميكروبات المعنية. والببتيدات المضادة للميكروبات هي بروتينات صغيرة جدا تضعف الغشاء البكتيري.
واختار الباحثون أربعة ببتيدات محتملة مضادة للميكروبات واختبروا مدى نجاحها ضد السالمونيلا التيفية. وقد ساعدهم هذا في العثور على اثنين من الببتيدات المضادة للميكروبات الفعالة ضد السالمونيلا التيفية (S. Typhi).
وأجرى فريق البحث المزيد من الاختبارات على متغيرات السالمونيلا التيفية التي تظهر في الأماكن التي ينتشر فيها المرض. كما قاموا بإجراء دراسة حاسوبية لمعرفة المزيد حول كيفية قتل الببتيدات المضادة للبكتيريا للسالمونيلا التيفية ومسببات الأمراض المعوية الأخرى. وأخيرا، بحثوا في مدى فعالية عصير الطماطم ضد مسببات الأمراض المعوية الأخرى التي يمكن أن تضر بصحة الجهاز الهضمي والمسالك البولية.
ووفقا للنتائج التي نشرتها مجلة Microbiology Spectrum، فإن الاكتشاف الأكثر أهمية هو أن عصير الطماطم فعال في القضاء على بكتيريا السالمونيلا التيفية ، ومتغيراتها شديدة العدوى، وغيرها من البكتيريا التي يمكن أن تضر بصحة الجهاز الهضمي والمسالك البولية. وعلى وجه الخصوص، يمكن لاثنين من الببتيدات المضادة للميكروبات القضاء على مسببات الأمراض عن طريق إضعاف الغشاء البكتيري، وهو طبقة واقية تحيط بمسببات الأمراض.
وقال سونغ: "يظهر بحثنا أن الطماطم وعصير الطماطم يمكن أن يتخلصا من البكتيريا المعوية مثل السالمونيلا".
وأكد الباحثون أنهم يأملون أنه عندما يعلم عامة الناس، وخاصة الأطفال والمراهقين، بنتائج الدراسة، فإنهم سيرغبون في تناول وشرب المزيد من الطماطم وكذلك الفواكه والخضروات الأخرى، لأنها توفر فوائد طبيعية مضادة للبكتيريا للمستهلكين.
المصدر: ديلي ميل