وترتبط السمنة عادة بخيارات النظام الغذائي ونمط الحياة، لكن دراسة دنماركية جديدة وجدت أن المواد المشبعة بالفلور والمركبات المتعددة الفلور (PFAS) قد تساهم في السمنة.
ويعتبر PFAS معيارا في إنتاج المنتجات المنزلية الشائعة، من المقالي غير اللاصقة وتغليف المواد الغذائية إلى رغوة مطفأة الحريق. وتتسرب المواد الكيميائية أيضا إلى إمدادات المياه من خلال جريان النفايات.
وتم ربط العديد من المشكلات الصحية بالتعرض لـ PFAS ومن ضمنها: العقم واضطرابات التمثيل الغذائي وأمراض الكلى وأنواع معينة من السرطان.
وركز فريق الباحثين الدولي على مادة كيميائية واحدة شائعة في مياه الشرب الملوثة، وهي حمض البيرفلوروكتانويك (PFOA)، ما يدل على أقوى الروابط مع السمنة.
وأفاد الباحثون، بقيادة الدكتور فيليب غراندجين، عالم البيئة في جامعة رود آيلاند، أن الأشخاص الذين لديهم أكبر قدر من حمض بيرفلورو الأوكتانويك (PFOA) في دمائهم قد اكتسبوا حوالي 11 رطلا أكثر من أولئك الذين لديهم مستويات منخفضة في عام واحد.
وكتب معدو الدراسة: "توقعت تركيزات البلازما المرتفعة PFAS زيادة الوزن بعد فقدان الوزن الأولي، على الرغم من مجموعة النظام الغذائي التي تم تعيين المشاركين فيها. وتشير النتائج إلى أن PFOA وPFHxS [نوع آخر من PFAS] قد يتسببان في زيادة الوزن بين الأشخاص المصابين بالسمنة في برامج إنقاص الوزن".
وحلل معدو الدراسة أكثر من 380 عينة من بلازما الدم كانت بالفعل جزءا من تجربة عشوائية للمفوضية الأوروبية تركز على السمنة.
وسجلوا وجود PFOA وكذلك حمض البيرفلوروهكسانسولفونيك (PFHxS).
وجاء المشاركون في الدراسة، التي نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة Obesity، من ثماني دول أوروبية: بلغاريا وجمهورية التشيك والدنمارك وألمانيا واليونان وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة.
وطُلب من المشاركين الالتزام بنظام غذائي يحتوي على 800 سعرة حرارية يوميا للتخلص من ثمانية بالمائة من وزن الجسم.
ثم تم وضعهم بشكل عشوائي في واحدة من خمس مجموعات نظام غذائي، مثل الأطعمة منخفضة البروتين والأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، لمدة 26 أسبوعا.
وبغض النظر عن النظام الغذائي الذي تم تعيين كل مشارك له، فقد اكتسبوا وزنا إذا كان لديهم مستويات مرتفعة من PFAS في دمائهم.
وقال الدكتور غراندجين: "تضيف دراستنا دليلا جديدا على أن زيادة الوزن لا تتعلق فقط بنقص النشاط البدني وعادات الأكل غير الصحية - يشتبه بشكل متزايد في أن يكون PFAS عاملا مساهما".
وبفضل استخدامها على نطاق واسع في التصنيع، يتعرض معظم الأمريكيين بانتظام لـ PFAS. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 200 مليون أمريكي يشربون من مياه الشرب الملوثة بالسلفونات المشبعة بالفلور.
وتدخل المواد الكيميائية إلى مياه الشرب عند استخدام المنتجات المحتوية عليها أو انسكابها على الأرض أو في البحيرات والأنهار.
وبمجرد وصول PFAS إلى المياه الجوفية، يمكن أن يتحرك مسافات طويلة ويلوث آبار الشرب. ويمكن أن يصل PFAS الموجود في الهواء أيضا إلى الأنهار والبحيرات، والتي غالبا ما تستخدم لمياه الشرب.
ويمكن تصفية المواد الكيميائية من مياه الشرب باستخدام فلتر الكربون المنشط، وهو سهل شراؤه في معظم متاجر البيع بالتجزئة والأسواق عبر الإنترنت.
المصدر: ديلي ميل