وينصح الباحثون الآن بتقليص وقت مشاهدة التلفزيون اليومي إلى أقل من ساعة، مشيرين إلى أن الجلوس بعد تناول وجبة مسائية كبيرة، وتناول وجبة خفيفة أمام التلفزيون، جميعها تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وأشار الباحثون إلى أن الجلوس أمام التلفاز يمنع الناس من حرق السعرات الحرارية في العشاء ويعني أنهم يتناولون المزيد من رقائق البطاطس الدهنية والشوكولاتة.
وقدّرت الدراسة أن 11% من حالات الإصابة بأمراض القلب التاجية يمكن الوقاية منها عن طريق خفض مدة مشاهدة التلفزيون إلى أقل من ساعة في اليوم.
ووجد الباحثون أن البالغين الذين جلسوا لفترة أطول أمام التلفزيون كانوا أكثر عرضة للإصابة بالحالة القاتلة بنسبة تصل إلى 16%. وأظهرت الحسابات أنه يمكن منع حالة واحدة من كل 10 حالات من بين الأشخاص الذين يشاهدون التلفزيون بشكل أقل.
ولكن إذا لم يتمكن الأشخاص من التخلص من إدمانهم على الشاشة، فإن الخبراء ينصحونهم بالوقوف على الأقل والتنقل بين برامج التلفزيون التي يتابعونها لكسر فترات الخمول.
ويجب عليهم أيضا التخلص من الوجبات الخفيفة مثل رقائق البطاطس والشوكولاتة، وفقا للأكاديميين الذين عملوا جنبا إلى جنب مع فريق في جامعة هونغ كونغ.
وقال كبير الباحثين الدكتور يونجون كيم، من جامعة هونغ كونغ: ""الحد من مقدار الوقت الذي تشاهد فيه التلفزيون جالسا يمكن أن يكون تغييرا بسيطا نسبيا في نمط الحياة يمكن أن يساعد الناس.. كل هذه الإجراءات يمكن أن تساعد بشكل أفضل في إدارة مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية".
ويشار إلى أن أكثر أعراض مرض الشريان التاجي شيوعا هي ألم الصدر (الذبحة الصدرية) وضيق التنفس، ويزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وفي الدراسة، التي نُشرت في مجلة BMC Medicine، قام الباحثون بحساب كيف يمكن الوقاية من 11% من حالات أمراض القلب التاجية إذا شاهد الناس التلفاز أقل من ساعة كل يوم.
واستخدم الفريق بيانات صحية من 373026 بريطانيا، وفحصوا أيضا قابليتهم الوراثية للإصابة بأمراض القلب. تم تعقب الباحثون المتطوعين لمدة 13 عاما.
وقاموا بفحص الاختلافات بين الأشخاص الذين يشاهدون التلفزيون واستخدام الكمبيوتر لقضاء وقت الفراغ من خلال تقييم إجاباتهم عن الاستبيانات.
وأظهرت النتائج أن الذين يشاهدون التلفزيون لمدة تقل عن ساعة في اليوم كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 16% مقارنة بمن جلسوا يشاهدون البرامج لمدة أربع ساعات أو أكثر.
وقال الخبراء إن هذا المعدل المنخفض لأمراض القلب كان مستقلا عن أي مخاطر وراثية.
وبالنسبة لأولئك الذين شاهدوا التلفزيون لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا، كان هناك خطر أقل بنسبة 6% للإصابة بهذه الحالة، مقارنة بالأشخاص الذين يشاهدون أكثر من أربع ساعات.
لكن الدراسة وجدت أن قضاء وقت الفراغ أمام الكمبيوتر لا يبدو أنه يؤثر على مخاطر الإصابة بالأمراض.
وكشف الباحثون أن السبب في ذلك قد يكون لأن مشاهدة التلفزيون تميل إلى الحدوث في المساء بعد العشاء، وغالبا ما تكون أكبر وجبة في اليوم، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الدهون والكوليسترول في الدم.
وأوضحوا أن الأسباب الأخرى قد تكون أن الناس قد يتناولون وجبات خفيفة أمام التلفزيون أكثر منه خلال استخدام الكمبيوتر، في حين أن مشاهدة التلفزيون تميل إلى أن تكون مطولة وقد يكون مستخدمو الكمبيوتر أكثر احتمالا لأخذ فترات راحة.
وقالت كلوي ماك آرثر، من مؤسسة القلب البريطانية: "نعلم منذ عقود من البحث أن نمط الحياة المستقرة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية في وقت لاحق من الحياة. وعندما تشعر بالإغراء لمشاهدة حلقة أخرى على التلفزيون، حاول الوقوف ومط أطرافك أو الذهاب في نزهة مسائية بدلا من ذلك".
وتابعت: "إن التوقف عن الوجبات الخفيفة في المساء والتأكد من تناول نظام غذائي صحي متوازن يمكن أن يعزز صحة قلبك".
المصدر: ديلي ميل