ولأول مرة في العالم، يمكن أن توفر الطريقة الجديدة أسلوبا غير جراحي لفتح حدود الدماغ مؤقتا للسماح للأدوية المضادة للأورام باستهداف السرطان. ويحمي الدماغ طبقة من الخلايا المتخصصة تسمى الحاجز الدموي الدماغي، ويسمح للمواد اللازمة مثل الأكسجين والسكر مع الحفاظ على المواد السامة. ولكن الآن، تمكن العلماء من استخدام تقنية الموجات فوق الصوتية المتقدمة لفتح الحاجز الدموي الدماغي بشكل مؤقت وغير جراحي في المرضى المصابين بسرطان الثدي الذي انتشر في أدمغتهم.
وشملت الدراسة أربع نساء مصابات بسرطان الثدي الإيجابي HER2 الذي انتشر إلى الدماغ.
وفي سرطانات الثدي إيجابية HER2، تحمل الخلايا السرطانية بروتينا (HER2) يجعلها تنمو. ولكن بعض الأدوية مثل تراستوزوماب (Herceptin) تساعد في استهداف هذا البروتين.
ومن خلال فتح حدود الدماغ مؤقتا، كان Herceptin قادرا على استهداف أورام دماغ المريض.
وباستخدام الموجات فوق الصوتية بمساعدة التصوير بالرنين المغناطيسي، إذا ظهر الحاجز الدموي الدماغي كغلاف بلاستيكي، قال الباحثون إن التقنية "تفكك" هذا الغلاف البلاستيكي في أماكن معينة مما يمنح الدواء منفذا للدخول إلى الدماغ.
وقال الباحثون إن ميناء الدخول تغلق في غضون 24 ساعة. وكانت هناك دلائل على أن هذه التقنية تزيد من كمية الدواء التي تصل إلى ورم الدماغ.
ولكن وفقا للباحثين، فإن النتائج أولية ولا تمثل سوى "إثبات صحة مفهوم".
وقال الدكتور نير ليبسمان، كبير الباحثين في الدراسة وجراح الأعصاب في مركز Sunnybrook للعلوم الصحية في تورنتو: "نحن في المرحلة الأولى، ونثبت أن هذا ممكن وآمن". لكن الباحثين قالوا إن كمية صغيرة نسبيا من عقار Herceptin يمكنها اختراق الدماغ.
وأضاف ليبسمان أن الهدف النهائي هو معرفة ما إذا كانت هذه التقنية تحسن السيطرة طويلة المدى على نمو ورم الدماغ، ويمكن أن تساعد في إطالة معدلات البقاء على قيد الحياة.
وقال الدكتور تشارلز شابيرو، الأستاذ وطبيب الأورام في كلية الطب في إيكان، ماونت سيناي في نيويورك، إن عددا من تركيبات الأدوية، بما في ذلك عقار Herceptin، لها "نشاط" ضد أورام المخ لدى مرضى سرطان الثدي الإيجابي HER2.
وقال إنه عندما انتشر السرطان إلى المخ، فإن الحاجز الدموي الدماغي "يتشوش" بالفعل.
ونُشرت النتائج في 13 أكتوبر في مجلة Science Translational Medicine.
المصدر: إكسبريس