وخلال دراسة، ارتدى أكثر من 8 آلاف شخص أجهزة تعقب النوم أثناء الليل، وقارن الباحثون النتائج الصحية طويلة المدى بمستوى "اليقظة اللاواعية"، وهذه استجابة طبيعية للدماغ لإيقاظ الشخص عندما يكتشف المنبهات التي قد تكون خطرة، مثل الألم والضوضاء العالية والضوء وصعوبة التنفس.
ومن غير المرجح أن يتذكر الشخص هذه الأحداث، والمعروفة أيضا باسم الاستيقاظ الليلي لأنها ليست مهمة بما يكفي لإيقاظ الشخص تماما ولكنها تؤدي إلى نوعية نوم أقل.
وشهدت الدراسة قيام الباحثين بفحص بيانات النوم لدى المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 64 و83 عاما، وتتبعهم لمدة تتراوح بين 6 و11 عاما.
ووجدت البيانات أن النساء اللائي يعانين من أكثر حالات الاستيقاظ أثناء الليل معرضات لخطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية مرتين تقريبا في هذه الفترة مقارنة بالمرأة العادية.
وقام الباحثون بحساب مقدار نوم النساء اللائي يعانين من أحداث اليقظة اللاواعية، كنسبة مئوية من نومهن الكلي. واعتبرت الدرجة التي تزيد عن 6.5% مستوى عاليا من الاضطراب.
وعندما قورنت هذه المجموعة من النساء بنظيراتهن اللائي ينمن بهدوء طوال الليل، كشفت البيانات أن واحدة من كل ثماني نساء (12.8%) معرضة للوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وهذا هو ما يقارب ضعف رقم 6.7% الذي شوهد لدى عامة السكان.
وكان خطر الوفاة من أي سبب في نافذة 6-11 سنة 21% في النساء اللائي ينمن بشكل جيد، والتي زادت إلى 31.5% لأولئك اللواتي يعانين من النوم الأكثر اضطرابا.
ووجد الباحثون أن هناك خطرا متزايدا على الرجال ولكنه كان بدرجة أقل، وليس مهما من الناحية الإحصائية في بعض الحالات.
وعلى سبيل المثال، كان الرجال الذين تشكل اضطرابات الاستيقاظ الليلية 8.5% من نومهم، أكثر عرضة بنسبة 30% لخطر الوفاة في فترة المتابعة.
وتقول الدكتورة دومينيك لينز، الأستاذة المساعدة في قسم أمراض القلب في المركز الطبي بجامعة ماستريخت بهولندا، والمؤلفة المشاركة للدراسة، إنه من غير الواضح سبب تأثر النساء بالنوم المضطرب أكثر من الرجال، ولكن قد يرجع ذلك إلى الاختلافات في أجساد كل من الذكر والأنثى.
وقالت الدكتورة لينز: "قد يكون لدى النساء والرجال آليات تعويضية مختلفة للتعامل مع الآثار الضارة للإثارة. وقد يكون لدى النساء عتبة استثارة أعلى، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى زيادة عبء الإثارة لدى النساء مقارنة بالرجال".
وفي حين أن الشخص لديه عتبة طبيعية للإثارة، يمكن أن تتفاقم بسبب عوامل مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم وإذا كان الشخص يعاني من انقطاع النفس أثناء النوم.
وتوضح الدكتورة لينز أن "أحد المحفزات الشائعة للاستيقاظ الليلي هو انقطاع النفس الانسدادي النومي، عندما يتوقف التنفس ويضمن نظام الاستيقاظ تنشيط أجسامنا لتغيير وضع نومنا وإعادة فتح مجرى الهواء العلوي".
ويمكن أن يكون السبب الآخر للاستيقاظ هو التلوث الضوضائي أثناء الليل، على سبيل المثال، ضوضاء الطائرات الليلية.
واعتمادا على قوة الاستثارة، قد يصبح الشخص مدركا للبيئة المحيطة به، ولكن في كثير من الأحيان ليس هذا هو الوضع.
المصدر: ديلي ميل