وتم تشريح أدمغة 186 شابا متوفين، من بينهم أطفال صغار، من مكسيكو سيتي، كجزء من الدراسة التي نُشرت في مجلة Environmental Research journal.
ووقع اكتشاف جسيمات نانوية دقيقة ومميزة داخل جذع الدماغ، لكل فرد ممن خضعوا للدراسة، ويشير مظهرها وتكوينها إلى أنه من المحتمل أن تأتي من تلوث المركبات.
وحذر الباحثون من أن هذه علامات ليس فقط لمرض ألزهايمر ولكن أيضا لمرض باركنسون ومرض الخلايا العصبية الحركية (MND).
وتم العثور على دليل التلوث في المادة السوداء، وهي منطقة من الدماغ تعتبر حاسمة لتطور مرض باركنسون. ويعتقد الفريق أن الجسيمات، المرتبطة بأمراض ألزهايمر وباركنسون، والتي تم اكتشافها في أدمغة الأطفال الصغار، يمكن أن تشق طريقها إلى الجهاز البشري من خلال الأنف أو الأمعاء.
وفي الوقت نفسه، لا يمكن العثور عليها في أدمغة الأشخاص من المناطق الأقل تلوثا من مكسيكو سيتي، المعروفة بالضباب الدخاني والوضع البيئي متزايد الخطورة.
وقالت باربرا ماهر، الأستاذة بجامعة لانكستر، والتي كانت أحد مؤلفي الورقة البحثية، لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية، إن الدراسة ما تزال في مرحلة المراقبة. ومع ذلك، فإن النتائج الجديدة تضفي مزيدا من المصداقية على نظرية مفادها أن هناك صلة مباشرة بين الأمراض التنكسية العصبية والتلوث".
وأوضحت: "لم تُظهر جذوع أدمغة الشباب في الدراسة السمات المرضية العصبية لمرض ألزهايمر وباركنسون وداء النيتروجين فحسب، بل كان لديهم تركيزات عالية من جسيمات نانوية غنية بالحديد والألمنيوم والتيتانيوم في جذع الدماغ، وعلى وجه التحديد في المادة السوداء، والمخيخ".
وأشارت: "لا يمكننا إثبات السببية حتى الآن". وأشارت إلى أنه إذا تم تأكيد الارتباط، فقد يصبح مصدر قلق كبير للبشرية، حيث يعيش نحو 90% من الناس على الأرض في المناطق التي تتجاوز فيها مستويات تلوث الهواء حدود منظمة الصحة العالمية.
وترتبط نحو 3 ملايين حالة وفاة بآثار تلوث الهواء كل عام، وفقا لتقرير المنظمة لعام 2016.
ومرض ألزهايمر هو مرض تنكسي عصبي مزمن يسبب الخرف ومشاكل اللغة وتقلب المزاج وغيرها من المشكلات. ويؤثر مرض باركنسون بشكل أساسي على الجهاز الحركي، والذي يتجلى في الرعاش وبطء الحركة والتصلب، من بين أمور أخرى. وكلتا الحالتين أكثر شيوعا لكبار السن.
المصدر: RT