ونقلت صحيفة كومسومولسكايا برافدا عن العالم يفغيني شيلوف، قوله إن الاختلاف الأساسي بين فيروس سارس "كوف – 2"، والفيروسات الأخرى التي واجهتها البشرية في السنوات الأخيرة يكمن في عنصرين هما، حداثة تطورها واختلافها.
ولفت كبير الأكاديميين في علوم المناعة بجامعة موسكو إلى أن "الفيروسات الأخرى التي تسبب أمراض الجهاز التنفسي كانت موجودة لدى البشر منذ فترة طويلة، ومن حيث المبدأ، لم تنشأ منذ فترة طويلة حالة تواجه فيها البشرية في وقت واحد نوعا واحدا مسببا للمرض، وهذا لم يحدث حتى على هذا النطاق الاستثنائي، منذ مائة عام، منذ زمن الإنفلونزا الإسبانية!".
وأوضح في هذا السياق خبير المناعة الروسي أنه "ونظرا لأن هذا الفيروس التاجي الجديد لا يحتوي على بروتينات متشابهة بما يكفي مع الفيروسات التاجية الموسمية، وهو مشابه، وإن بشكل معتدل نسبيا، فقط للفيروس التاجي الأصلي الذي يسبب السارس، فإن أيا من الأشخاص الذين يواجهون هذا الفيروس على الكوكب لم تتكون لديه مناعة. وفي كل مرة، تبدأ الاستجابة المناعية بسجل نظيف".
ورأى الأكاديمي في مجال المناعة أنه من المحتمل أن بعض الأشخاص الذين أصيبوا بالسارس، أي الالتهاب الرئوي غير النمطي، منذ 15 عاما، قد يكون لديهم نوع من الاستجابة المناعية لأن بعض المضادات الجينية في "السارس" والسارس "كوف – 2" متشابهة جدا. ولكن لا يمكن للمرء أن يقول على وجه اليقين، أن اللقاحات المطورة ضد السارس ستكون فعالة ضد السارس "كوف 2".
وبالنسبة لمحددات شدة الإصابة بالفيروس التاجي (كوفيد-19)، رجح الخبير أن ترتبط في الوقت الحالي بما وصفه بالثقل الفيروسي، أي عدد الفيروسات التي دخلت الجسم، وكذلك بحالة الجهاز المناعي وأنظمة الدفاع التي تعمل من قبل الجهاز المناعي في مريض معين، وربما بوسيلة اختراق الفيروس للجسم.
وبشأن فائدة التحليل الجيني في توقع إمكانية الإصابة بالفيروس التاجي، قال الأكاديمي الروسي: "إن القيام بنوع من الفحص الجيني الذي يسمح للشخص بإخباره مسبقا إلى أي درجة هو محمي من العدوى، غير ممكن حتى الآن. ولكن من الممكن فحص وتحديد الأشخاص الذين يعانون بالفعل من المرض، والذين لديهم حصانة ضد هذا النوع المنتشر من السلالة".
وبالنسبة لمدة سريان الحصانة التي يكتسبها الجسم بعد المرض، لفت الخبير إلى أنه "يتم في الواقع سحب الأجسام المضادة من مجرى الدم في مدة أقصاها 4 أسابيع. لكن خلايا الذاكرة باقية، وفي حالة الإصابة مرة أخرى، يمكن للجهاز المناعي بناء الأجسام المضادة بسرعة كبيرة نظرا لأن الاستجابة المناعية الآن لن تتطور من الصفر، ولكن من احتياطي خلايا الذاكرة، والتي ستكون جاهزة للتنشيط في أي وقت بواسطة الإشارة. الطريق الذي سلكناه لأول مرة في أسبوعين، يمكننا لاحقا أن نقطعه في غضون أيام قليلة".
وأشار الخبير الروسي إلى أن هذه المناعة قد تختفي في غضون بضع سنوات، وقد تكون غير كافية إذا بدأت موجة العدوى بعد سنوات بسلالة تختلف اختلافا كبيرا في خصائص الجينات المضادة، في حين أن الأشخاص الذين يتعافون، يتعافون حقا، ويتم تفسير حالات إعادة العدوى على الأرجح بالتشخيص غير الكافي والرغبة في وضع علامة زائد بسرعة في قائمة "عدد المتعافين". في الواقع، إذا انتظرت أكثر، يمكنك تحقيق علاج كامل ومناعة وظيفية ضد السارس – كوف 2.
ولفت إلى أن طريقة العلاج بالأمصال، أي استخدام المصل من دماء الأشخاص الذين أصيبوا بنوع من الأمراض المعدية، كمواد دوائية، طريقة قديمة وفعالة حقا، بشرط أن يتم تنظيف المصل جيدا بجزء بسيط من الأجسام المضادة المعادلة.
وأشار الأكاديمي الروسي في هذا الشأن إلى أن العلاج بالأمصال يرتبط بتناسب أعداد المتبرعين والمتلقين.
المصدر: kp.ru