وحاليا، من الصين وكوريا الجنوبية إلى إيران وإيطاليا، ما يزال فيروس كورونا الجديد يضغط بشدة على مدن وبلدان بأكملها، مع إلغاء رحلات جوية ومناسبات عامة وإغلاق الحدود، وإبطاء التجارة العالمية.
ولكن بالنسبة لبعض المهنيين، فإن فيروس كورونا هو واحد من الأمراض التي تأتي وتذهب، دون إلحاق خسائر مدمرة للبشرية.
وأوضح عالم الفيروسات، دميتري لفوف، الذي صنع اسمه بالبحث عن أخطر الفيروسات في الاتحاد السوفيتي السابق وما بعده، سبب هذا الأمر خلال حديث مع الصحفي أنطون كراسوفسكي، في سلسلة "Epidemic" التابعة لـRTD (آر تي الوثائقية).
- هل Covid-2019 أكثر فتكا من الفيروسات الأخرى؟
من الصعب مكافحة الفيروس الجديد، الذي قتل حتى الآن أكثر من 3 آلاف فرد، لأنه يصيب بسرعة المستويات الدنيا من الجهاز التنفسي، ما يؤدي إلى اقتحام الدم والأكسجين إلى الحويصلات الهوائية.
وبالتالي، فإن "الدم، بلازما الدم وعناصر الدم الأخرى، تسبب الوذمة الرئوية حتى لا يتنفس الإنسان ويموت. ومن الصعب للغاية الوصول إليها"، وفقا لـ لفوف.
- "الحجر الصحي منطقي بعض الشيء، لكن ارتداء أقنعة طبية واسعة النطاق ليس حلا"
مع عدم وجود لقاح ضد فيروس كورونا، أصبح الحجر الصحي الأداة الرئيسية لاحتواء انتشاره. وبينما أغلقت الصين مدنا بأكملها، قامت دول أخرى بفرض الحجر الصحي على المسافرين، الذين عادوا أو تم إجلاؤهم من المنطقة التي ضربها الفيروس.
وقال لفوف: "هذه القطع المصنوعة من القماش القطني والمسماة "أقنعة"، "غير مجدية". ومع ذلك، فإن الأقنعة المخصصة المزودة بأجهزة التنفس، هي "أمر مختلف". ومثل هذه الأقنعة "تحمي من الفيروس، وتحمي الآخرين إذا كنت مريضا"، ولكنها عديمة الفائدة تقريبا ضد التهديد الوارد.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الأقنعة الطبية تدبير وقائي فعال، كرر العالم: "عادة لا. أو إلى الحد الأدنى".
- ما الذي يخبئه انتشار فيروس كورونا؟
من الصعب التنبؤ بنتائج المرض، ولكن "لو عمل الجميع مثل الصينيين، فسوف ينتهي بسرعة كبيرة"، كما يعتقد لفوف. حيث قام العلماء الصينيون بسرعة بتأطير الفيروس وفحصوا التركيب الوراثي ونشروا النتائج.
وصرّح عالم الفيروسات الروسي بأن بكين اتخذت "إجراءات استثنائية" لمحاربة انتشار الفيروس، لذا ينبغي للمرء أن "يهنئ نظام الرعاية الصحية الخاص بهم والحكومة على الإجراءات الشاملة التي اتخذوها"، مضيفا "عملهم جيد جدا".
وفي هذه المرحلة، قال إن تفشي Covid-2019 أبطأ مما كان عليه، ومن المحتمل أن ينتهي تفشي المرض في غضون عام. ولم يتكيّف الفيروس بعد مع البشر، فيما يُطلق عليه "لقاء الغرباء"، وفرصه في أن يصبح مرضا ينقله الإنسان "ضئيلة".
وعلى أي حال، تنبأ لفوف بأن الفيروس "سيعود إلى الخفافيش وسيظهر مرة أخرى في غضون عشر أو عشرين سنة، ربما في الصين وربما في روسيا".
المصدر: RT