وعلى عكس الأحذية، فإن نسيج القدم يوفر الحماية دون الإضرار بالحساسية أو المشي، بحسب الدراسة التي نُشرت في 26 يونيو على موقع مجلة Nature.
وفي المقابل، تضعف الأحذية حساسية القدمين وتغير الطريقة التي ينتقل بها تأثير الصدمات من القدم إلى المفاصل أعلى الساق.
وأكد الباحثون من معاهد في الولايات المتحدة وألمانيا وإفريقيا، أن نتائجهم لا تثبت أن المشي حفاة أكثر صحة من المشي مرتدين أحذية، ومع ذلك، فإن حقيقة أن المشي حفاة يختلف ميكانيكيا عن المشي بالأحذية، حيث يضفي بعض الفوائد الصحية طويلة الأجل التي تستحق الدراسة.
وقال دانييل ليبرمان، أستاذ البيولوجيا التطورية البشرية بجامعة هارفارد، الذي شارك في قيادة الدراسة: "من الممتع معرفة كيف تطورت أجسامنا"، وأضاف: "الفوائد الحسية للمشي حافي القدمين قد يكون لها آثار صحية إيجابية، ولكن يجب دراستها".
ولاحظ فريق البحث بقيادة عالم الأحياء التطوري دانييل ليبرمان من جامعة هارفارد أنه كلما ازدادت سماكة النسيج، أصبحت الأقدام أكثر قوة دون أن تفقد قدرتها على الإحساس بالسطح من تحتها، من خلال دراسة أقدام نحو 100 شخص في كينيا والولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن أولئك الذين يمشون حفاة يتمتعون بنسيج قدمين سميك للغاية إلا أن حساسية اللمس لديهم أو قدرة القدم على الشعور بملامسة الأرض عند المشي، تتطابق مع أولئك الذين يملكون أنسجة رقيقة، ويعتقد الفريق أن السبب وراء ذلك هو أن النسيج القوي ينقل القوة دون تثبيطها، على عكس الرغوة أو باطن المطاط في العديد من الأحذية.
ويشير ليبرمان إلى أن الذين لا يملكون نسيجا سميكا غالبا ما يكونون مندهشين للغاية من حساسية تلك الطبقة، لكن الأمر شبيه بعازفي القيثارة الذين يطورون أيضا نسيجا في أصابعهم دون فقدان الحساسية.
وقد يساعد الاحساس بالأرض عند المشي حفاة في الحفاظ على التوازن وتقوية العضلات وخلق روابط عصبية أقوى بين القدمين والدماغ.
وقال توماس ميلاني، أستاذ في الحركة البشرية في جامعة تكنيس في شيمنيتز: "نقترح على الأطفال السير حفاة على العشب الرطب بهدف تحفيز الأعصاب التي تسافر إلى المخ، لأسباب تنموية".
ويشير الباحثون إلى أن المشي حفاة ليس أفضل فكرة للجميع، حيث يمكن للمصابين بداء السكري والاعتلال العصبي المحيطي أن يجرحوا أقدامهم ولا يدركون ذلك، ما يشكل ضررا صحيا لهم.
المصدر: لايف ساينس