وحول المستوطنون ملاجئ الراحة والسلام، إلى محارق تأكل نارها الأجساد والأمنيات بالعيش الآمن.. علي دوابشة، طفل رضيع لم يتجاوز ثمانية عشر شهرا، لاقاه الموت مبكرا، فقد احترق جسده الطري بنيران التهمت منزل عائلته فجرا، وذلك إثر اعتداء نفذه مستوطنون حاقدون بالزجاجات الحارقة ومواد سريعة الاشتعال.
بالكاد نجا باقي أفراد الأسرة من النار التي تسببت بثلاث إصابات أخرى، إحداها وصفت بالخطيرة والحرجة.. أما نبأ حرق الرضيع حيا، فقد كان كفيلا بإشعال نار الغضب لدى الفلسطينيين الذين طالبوا قيادتهم بالتحرك للقصاص من المستوطنين.
الرئيس محمود عباس أكد أن القيادة ستتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية.. المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية قال إن صمت المجتمع الدولي على جرائم كتلك التي تسفر عن مقتل فلسطينيين،منهم أطفال، وعلى إفلات الإرهابيين القتلة من العقاب، هو ما أدى إلى تمادي المجرمين، كما حدث مع الرضيع علي سعد دوابشة والطفل محمد أبو خضير من قبله.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد شددت على أن المطلوب هو اتخاذ خطوات عملية تؤدي إلى محاسبة المجرمين، وإنهاء سبب حدوثها وهو استمرار الاحتلال.
يتساءل الفلسطينيون أمام هذه الحادثة، كم من علي دوابشة ومحمد أبو خضير سيحرق المستوطنون قبل أن يستيقظ ضمير المجتمع الدولي.. وإلى متى الصمت إزاء جرائم باتت أكثر من أن تعد وتحصى؟
من جانبه أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة في حديث لقناة RT، أن السلطات الفلسطينية ستعمل على محاسبة الاحتلال في إطار المؤسسات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية على جرائمه التي باتت تتكرر خاصة عمليات الحرق، واصفا ذلك بالإرهاب الدولي المنظم الذي لا يختلف عن الارهاب التي تركبه الجماعات التكفيرية في بعض البلدان.