وكان مدير سيرك موسكو الكبير، أدغارد زاباشني، قد أعلن عن رفضه منح مبنى ثابت لسيرك "دو سولي" الكندي، في مجمع "سكولكوفو" للتقنيات الحديثة، والذي يعتزم فيه هذا السيرك، إلى جانب فرق أجنبية أخرى، تقديم العروض بشكل دائم، وليس مؤقت، بموجب دعوة من الجانب الروسي، حيث أضاف زاباشني أن إنشاء هذا المبنى لن يؤثر سلبا على السيرك الروسي فحسب، بل على الرياضة الروسية بأسرها، وجاء ذلك على لسان مدير السيرك، في اجتماع مجلس الثقافة والفنون، الذي حضره الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وقد شاطره هذا الرأي الرئيس الروسي، الذي قال إن كندا فرضت عقوبات اقتصادية على روسيا، لذا، فمن المنطقي ألا تدعم روسيا السيرك الكندي الذي ينافس نظيره الروسي، وأمر الجهات المختصة بدراسة هذه القضية.
كما قال الناطق باسم وزارة الثقافة، إن الوزراة تشارك مدير السيرك مخاوفه، وترى أنه من الضروري تمويل وتطوير السيرك الوطني قبل التوجه لمؤسسات السيرك الأجنبية بالتمويل والتطوير.
ويتمتع السيرك الروسي بتاريخ عريق وراسخ وحافل بالإنجازات، حيث تعود تقاليد هذا السيرك إلى القرن الـ11 الميلادي، وكانت تتضمن عروض المهرجين والأكروبات، بينما ظهرت الفرق الأولى الدائمة للسيرك في روسيا في القرن الـ 19، وحينئذ، ذاع صيت فناني السيرك مثل الأخوين دوروف، والأخوين نيكيتين، والمهرج فيتالي لازورينكو (1890-1939) والمصارع إيفان بودوبني (1871-1979) وغيرهم.
ثم شهد عام 1880 افتتاح أول سيرك ثابت في موسكو، والذي لا يزال قائما حتى الآن وسط العاصمة الروسية. بينما افتتح أول سيرك في بطرسبورغ عام 1849، بصفته السيرك الإمبراطوري الكبير.
ويعود تاريخ السيرك السوفيتي إلى عام 1919، حينما أصدر، فلاديمير لينين، مرسوما حكوميا بتأسيسه. وذاع صيته في خارج البلاد في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث قام فنانوه بجولات ناجحة في بلدان كثيرة، بما فيها البلدان العربية.
ومن أكثر فناني السيرك السوفيتي شعبية المهرجون: أوليغ بوبوف (1930-2016)، يوري نيكولين (1921-1997)، ليونيد ينغيباريان (1935-1972) وعائلات مروضي الحيوانات: دوروف وزاباشني، وغيرهما.
وقرر الرئيس المصري جمال عبد الناصر، عقب عودته من إحدى زياراته للاتحاد السوفيتي، إنشاء السيرك القومي المصري، واستقدم الخبراء السوفيت في السيرك كغيره من المجالات المختلفة. وبدأت مدرسة السيرك في تخريج أبنائها بداية من افتتاحها في عام 1962، وحتى افتتاح السيرك رسميا في عام 1966. وظل السيرك القومي قويا رائدا ينتظره المصريون والعرب في جولاته في بلدان الوطن العربي المختلفة.
المصدر: تاس