ويتحدث الفيلم عن دير "فالام"، الدير الأول والأقدم في منطقة شمال روسيا، التي تتميز بصيفها القصير وشتائها الطويل برياحه العاتية وبرده القارس.
ويقول أحد الرهبان في هذا الدير: "إنه مكان خاص ولأناس خاصّين أيضا، فمن هنا يبدأ طريق روسيا إلى ملكوت السماوات". ويطلق الرهبان أيضا على هذا الدير "أثوس الشمال" (آثوس جبل يعرف أيضا بالجبل المقدس، موجود في شمال اليونان ويقيم فيه الرهبان من مختلف الكنائس الأرثوذكسية)، ويعد هذا الدير مرآة لروسيا بحسب الرهبان، فمصير "فالام" من مصير روسيا.
وقد انهار الدير عندما سقطت الدولة الروسية، وولد من جديد عندما نهضت روسيا مرة أخرى، وعندما ازدهر.. ازدهرت جميع أنحاء روسيا.
وشهد الدير دمارا شاملا أثناء العهد السوفيتي، إلا أنه يقف اليوم شامخا بعد إعادة بناء وترميم الكنيسة المركزية فيه (كاتدرائية التجلي) التي تزهو تحت السماء الشمالية الرمادية وتجذب النفوس إليها. كل هذا بفضل الجهود التي بذلتها الدولة الروسية وخاصة الرئيس بوتين، لاستعادة لؤلؤة الشمال الروسي.
ويسلط الفيلم الضوء على هذا الدير الروسي الشمالي الذي يعد مرآة روحية بكل معنى الكلمة لروسيا، فإلى هنا جاء الرئيس الروسي كحاج منذ عدة سنوات وكان الدير لا يزال بحالة يرثى لها من الدمار. واستمر بوتين في زيارة هذا الدير إلى يومنا هذا بشكل منتظم.
ويطرح الفيلم مجموعة من الأسئلة الروحية الفلسفية والمادية أيضا عن هذا الدير وعن مصير روسيا وعن مصير الكثير من الأضرحة والقطع الدينية الأثرية التي لا تزال في فنلندا منذ الحقبة السوفيتية. ويتساءل مؤلف هذا الفيلم الصحفي أندريه كوندراشوف عن الزمن الذي يجب أن تعاد فيه هذه المقدسات إلى حضن الدير والوطن.
كما يستعرض فيلم "فالام" أربعة مقابلات مع الرئيس الروسي، ولقطات من المقدسات التي رحّلت من هذا الدير إلى فنلندا ولقطات لهذا الدير لم تعرض من قبل أبدا، على خلفية روحانية فلسفية تتمحور حول الإيمان المطلق الذي يوحد الجنسيات بغض النظر عن الديانات المختلفة التي يعتنقها مواطنو الدولة الروسية بأراضيها الرحبة.
المصدر: فيستي
خالد ظليطو