ومثّل وزير الثقافة اللبناني، غطّاس خوري، رئيس الجمهورية في تشييع للكاتب الكبير بعد ظهر اليوم، إلى جانب حشد من الوجوه الفنية والمسرحية والثقافية والإعلامية، وبمشاركة قادة وزعماء الأحزاب والقوى اليسارية.
الجمهور اللبناني عرف جلال خوري(1934 - 2017) رائدا للمسرح السياسي في لبنان، من خلال عدّة مسرحيّات منها "جحا في القرى الأمامية" و"ويزمانو وبن غوري وشركاه" و"الرفيق سجعان"..."رزق لله يا بيروت"، و"هندية، راهبة العشق"، و"الطريق إلى قانا"...
بدأ مشواره الفني هاوياً وليس محترفاً، وذلك على خشبة مسرح الجامعة الأمريكية قبل أن يتحول إلى خانة الواقعية الفنية التي صبغها دائما بالبعد السياسي، وهو من رواد مسرح الستينات في لبنان.
وكان خوري يعتبر أن تطور الحركة المسرحية في لبنان سائر في الطريق المرسوم، ويرتبط بالمسار السياسي والاجتماعي إذ إن المسرح والحياة توأمان.
ويقول جلال خوري: المسرح والحياة عملية خلق وبعث ووجود. وكلاهما يتعامل بالإنسان كمادة وبمشاكل الإنسان بكل أبعادها. ويعتبر أن الرمز في المسرح هو تفريغ الواقع من مضامينه، والواقعية هي ضد الرمزية بالمطلق. رجل المدينة برأيه ايضاً بحاجة إلى المسرح لأنه يعيد إليه الواقع ولو بطريقة جزئية وهو (أي رجل المدينة) يشعر بعطش للمعرفة والمسرح.
وخوري هو أول كاتب مسرحي لبناني يترجم وينفذ دوليا، إذ ترجمت أعماله إلى الألمانية والإنكليزية والأرمنية والإيرانية والفرنسية. ولعبت مسرحيته "الرفيق سجعان" لفصلين متتاليين في فولكستيتر روستوك.
ويعرف خوري بأنه المروج السياسي في المسرح في الستينيات من القرن الماضي. وقد شارك في العديد من الندوات في باريس والمكسيك حول إثنوسينولوغي، وهو الانضباط الجديد الذي يمثله في لبنان. خوري هو أيضا مؤلف عدة أوراق عن المسرح والفنون، باللغتين الفرنسية والعربية، ونشرت في لبنان والخارج، فضلا عن كمية من التعديلات الخلابة ونظرية الكتابات الحرجة باللغتين الفرنسية والعربية، وظهرت في العديد من الدوريات والمنشورات.
ونعى الحزب الشيوعي اللبناني "الكاتب المسرحي والمثقف اليساري جلال خوري الذي بقي على امتداد هذه الحقبة المليئة بالتطورات والمنعطفات السياسية والاجتماعية الحادة،في كل إبداعاته المسرحية والثقافية، متمسكاً بقناعاته ومعتقداته التقدمية الراسخة وفكره الماركسي، ومنحازاً من دون تردد إلى قضايا العمال والشعوب وبناء الدولة الديمقراطية العلمانية ومقاومة الغزوات الإسرائيلية والتآمر الإمبريالي".
وعلى "تويتر"، غرّد المسرحي عبيدو باشا، ناعياً خوري، قائلا: "لن يرى الناس تلك الأيام مرة أخرى. حين اجتاز المسرح ومضاته الكبرى مع المؤسسين. غاب ريمون جبارة ومنير أبو دبس. اليوم، غاب جلال خوري. شمعة ضائعة أخرى، أخذها النعاس إلى النوم إلى الأبد".
المصدر: RT
سعيد طانيوس