افتتح المتحف نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بمشاركة عدد من الزعماء والقادة، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وبلغت كلفة متحف "اللوفر- أبوظبي" فعليا 965 مليون يورو وفرتها الحكومة الإماراتية على هيئة صندوق هبات، وجرى توزيعها كالتالي:
- 400 مليون يورو لاستغلال الجانب الإماراتي لعلامة "اللوفر" لمدة 30 عاما.
- 190 مليون يورو لاستعارة الأعمال الفنية لمدة 10 سنوات.
- 165 مليون يورو للمساعدة التقنية على إنشاء مركب يمتد على مساحة 24 ألف متر مربع.
- 13 مليون يورو لبرمجة معارض وصالونات لمدة 15 عاما.
وقد عهدت الإمارات بمهمة الهندسة المعمارية للمعماري الفرنسي الشهير جون نوفال، واستخدم في بنائه 5000 عامل.
يشارك في أيام افتتاح المتحف التي تستمر حتى الثلاثاء 14 نوفمبر، عدد من الفرق والفنانين العالميين مثل التعاون بين الفرقة الموسيقية الكورية باراجي وعازف الجيتار إنغويين لي من فرنسا، ومجموعة إف، التي تضم متخصصين في الألعاب النارية الفرنسية، والتي تعرض احتفالا مبهرا يجمع ما بين الموسيقى والأضواء الساحرة وعروض الفيديو والمسرح، كما تشارك فرقة أوبرا "زجيانغ وو" بعرضين صينيين مشهورين، وتشارك الفنانة والكاتبة الإماراتية هند مزاينة بفقرة من "موسيقى التلفزيون"، عبارة عن مونتاج فيديو يحرك الذكريات والعواطف من سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي.
ومن مالي تشارك الممثلة والموسيقية البارزة فاتوماتا دياوارا بأغانيها التي تعيد بطريقة عصرية متفردة أداء تقاليد الواسولو من مسقط رأسها.
كما قدمت فرقة مبارك العتيبة رقصة العيّالة، وتعد أشهر الفنون الشعبية التقليدية في الإمارات العربية المتحدة، حيث يعرض هذا الفن بشكل خاص في المناسبات الوطنية، وحفلات الزفاف وغيرها، ويشارك فيه موسيقيون يقرعون الطبول والدفوف والصنوج النحاسية بين صفين متراصين من الرجال. يذكر أن منظمة اليونيسكو أدرجت فن العيّالة في عام 2014 على لائحة التراث الثقافي غير المادي.
كذلك يشارك في الاحتفال كل من إبراهيم معلوف عازف الترومبيت (اللبناني الفرنسي) من باريس، وبانديت هايبراساد شورازيا الذي يعزف على البانسوري "ناي الخيزران" الهندي التقليدي.
كما تتضمن فعاليات الافتتاح ورشات عمل العائلات والأطفال والشباب في المعارض الدائمة واستوديوهات الفن.
تتضمن معروضات المتحف أقدم التحف والقطع الفنية من بينها قناع جنائزي برونزي ذهبي من شمال الصين 907-1152 ق.م.، وتمثال حجري برأسين يبلغ عمره 8000 عاما من دائرة الآثار العامة الأردنية يسمى "عين غزال"، تمثال لرمسيس الثاني فرعون مصر 1279-1213 ق.م.، وتنين مجنح من شمال الصين 450-250 ق.م.
كما تشمل المجموعة المعارة من المتاحف الفرنسية لوحات لليوناردو دافينشي 1452-1519، وفينسنت فان غوخ 1853-1890، وأوغست رودان 1840-1917.
وقد ألقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كلمة أثناء الافتتاح جاء فيها أن المنطقة شهدت قبل 4000 عام نشأة الحضارة السومرية في وادي الرافدين، إحدى أقدم حضارات العالم، وبينما كان السومريون يعتقدون أن السماء الممتدة فوقنا هي قبة كبيرة وأن الأرض مسطح به مرتفعات، وبينما اعتقدت الحضارة البابلية أن الكون قبة كبيرة تسير فيها النجوم والكواكب ويحملها جبلان من الشرق والغرب... "فاليوم تجمعنا في هذه المنطقة قبة جديدة، قبة تقول للعالم أننا نستطيع أن نلتقي ونتحاور ونتقارب، أهلا بكم في قبة اللوفر أبوظبي، قبة النور في منطقة يحاول أصحاب الفكر الظلامي أن يرجعوا حضارتها إلى عصور الجهل والتخلف".
كما تابع الشيخ آل مكتوم: "التاريخ مسيرة متواصلة من البناء الحضاري بين مختلف الشعوب، ولم تقم حضارتنا العربية والإسلامية إلا على الحضارات التي سبقتها، ولم تبدأ النهضة الأوروبية إلا بعد تواصلها مع حضارتنا الإسلامية، واليوم نحن نعيش حضارة عالمية إنسانية مشتركة، وأهم ما يمثلها هو متحف اللوفر في أبوظبي، كرمز للتلاقي الفكري والإنساني، وعنوان للتسامح والتواصل".
المصدر: وكالات
محمد صالح