تقام فعاليات المهرجان هذا العام في مدينة سوتشي الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأسود، والتي سوف تستقبل مشاركين من 150 دولة من شتى بقاع الأرض، من 14 وحتى 22 أكتوبر المقبل.
يتزامن المهرجان مع نشر كتاب في إيطاليا بعنوان: "الوهم الأكبر: موسكو (1957-2017). المهرجانات العالمية للشباب الديمقراطي"، من تأليف الطبيب الإيطالي، جوزيبي سكوتي، الذي شارك في كبرى هذه المهرجانات عام 1957، ويتذكر رحلته إلى الاتحاد السوفيتي.
جاء جوزيبي ذو الثمانية عشر ربيعا إلى موسكو ضمن وفد الشباب الشيوعي الإيطالي عن طريق البحر، من مارسيليا إلى أوديسا. في الاتحاد السوفيتي كان يتنظره استقبال دافئ من الجميع. يقول جوزيبي في كتابه: "كيف يمكن أن يظل المرء باردا تجاه الاستقبال الحافل الذي قابلنا به الأهالي عند كل محطة قطار، بعضهم كان يأتي إلى المحطة في الثالثة صباحا تحت الأمطار، يلوحون لنا، ويتمنون لنا السلام والصداقة".
يشير الكاتب إلى أن أكثر ما أدهشهم آنذاك هو السعادة التي بدت على وجوه الشعب السوفيتي "المحبوس" وراء الستار الحديدي. يتابع الكاتب: "كانت كل المشاهد البسيطة تعني لنا الكثير، وأثرت في حياتنا الشخصية فيما بعد: من الفلاحة التي تهدينا التفاح، وحتى الفتيات اللواتي تحمر وجنتاهن بينما يقدمن لنا بطاقات عليها أحد المعالم السياحية وقد كتبن عليها عناوينهن. في محطات مترو الأنفاق "كورسكايا" و"كييفسكايا" كان بانتظارنا آلاف المواطنين السوفييت الذين كانوا يصفقون ويحتفون بنا".
كانت الانطباعات الأولى عن العاصمة موسكو من ضمن ذكرياته التي صاغها في تليغراف أرسله إلى والده في إيطاليا:
"كل شيء منظم على نحو جيد، وفقا للنظام الأمريكي للخدمة الذاتية، حيث تأخذ الأشياء بنفسك دون مساعدة من النادل، يطبخون هنا جيدا. الطاولات منصوبة في خيام كثيرة بجانب البيوت التي نعيش فيها. لا توجد عيوب، الظروف الصحية ممتازة.. كما أفهم، تنتظرنا أيام مدهشة ورائعة".
في برنامج المهرجان، كما يقول جوزيبي، هناك 400 فعالية حدثت كل يوم في قصور الثقافة والحدائق ودور السينما والملاعب الرياضية وكذلك في شوارع وميادين موسكو. كان هناك الباليه والرقص الشعبي وزيارات المصانع والمستشفيات والمزارع والمسابقات الرياضية.
أكثر ما ترك انطباعا عند جوزيبي كانت أغنية "أمسيات ضواحي موسكو" التي أصبحت فيما بعد مشهورة في جميع أنحاء العالم، وظهرت للمرة الأولى عام 1957، يقول عنها جوزيبي: "ذلك اللحن الدرامي الحزين نوعا ما لا يمكن أن يصدر سوى عن وجدان روسي. لم يكن مهما أن نفهم الكلمات، كانت الموسيقى الهادئة، النغمات المتهادية على إيقاع بطيء تصاحبنا طوال أسبوعين التقينا فيهم شبابا وشابات من جميع أنحاء العالم في شوارع وميادين موسكو".
يتابع جوزيبي سكوت: "على الرغم من البساطة في ملبس الشعب، الذي كان من الواضح أنه شعب مختلف، إلا أنني كنت أحس بدفء وارتياح كأنني وسط عائلتي". وذلك ما يتضح في ذكرياته التي استغرقت 60 عاما كي ترى النور، لكنها بقيت بنفس درجة دفئها.
المصدر: نوفوستي
محمد صالح