وأوضحت جريدة "الوطن" المصرية أن سعر الدولار في السوق الموازية وصل إلى أدنى مستوى له، وسجل نحو 47 جنيها، حيث ارتفع صباحا بعدما سجل 45 جنيها، وعاود الانخفاض مرة أخرى بعد تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأكد الخبير الاقتصادي بلال شعيب، أن تراجع سعر الدولار في السوق الموازية، جاء بعد تصريحات الرئيس المصري في احتفالية "قادرون باختلاف"، خاصة أنه أعلن دخول الدفعة الأولى من مشروع تطوير رأس الحكمة بالفعل، على أن تصل الدفعة الثانية إلى البنك المركزي الجمعة المقبل، بمقدم 35 مليار دولار، تليها استثمارات أخرى بقيمة 150 مليار دولار حتى 2052.
وأضاف شعيب أن مضاربات السوق الموازية وهمية، والدليل الأكبر أنّ أسعار الذهب ارتفعت عالميا خلال سنتين 18%، وفي مصر 130%، ما يعني أنّ تسعير الدولار في السوق الموازية قائم على مضاربات غير حقيقية.
وأوضح الخبير الاقتصادي أنّ السوق الموازية مجرمة قانونا وفق المادة 222 لسنة 2020 من قانون البنك المركزي، ويعاقب بالحبس كل من تداول أو تعامل بالأموال الأجنبية خارج السوق المصرفية ويتم مصادرة تلك الأموال، لافتا إلى أنّ تفعيل القانون ساهم في تحجيم السوق الموازية حتى جاءت الاستثمارات الكبرى التي أعلنتها الحكومة.
ولفت شعيب إلى أنّ صفقة الحكومة بالشراكة مع دولة الإمارات لتطوير وتنمية رأس الحكمة كانت في غاية الأهمية بالنسبة للاقتصاد المصري، فهي بمثابة مورد اقتصادي دائم يستهدف زيادة 8 ملايين سائح سنويا ودخول 30 مليار دولار.
من جانبه، تحدث الدكتور محمد البنا أستاذ الاقتصاد في جامعة المنوفية، عن أسباب تراجع الدولار في السوق السوداء قائلا إن هذا أمر طبيعي لأن تسعير الدولار في السوق الموازية عبارة عن مضاربات وهمية، حتى السعر المعلن الآن في السوق السوداء 47 جنيها وهمي ومبالغ فيه، لأن السعر العادل للدولار أقل من 40 جنيها.
وأضاف البنا أن سعر الدولار في السوق السوداء يتجه إلى السعر الطبيعي يوميا بسبب الانهيار الطبيعي في سعر الدولار مقابل الجنيه، والإجراءات الحكومية الفاعلة في الاستثمار هي الزاوية الرئيسية التي ساهمت في انهيار الدولار بشكل حاد، حيث أسهمت بشكل مباشر في تدفق العملة الصعبة على الاقتصاد المصري الذي واجه صدمات كبيرة كان آخرها تداعيات احداث الشرق الأوسط.
وشرح البنا في حديثه أن سعر الدولار في السوق السوداء سيتلاشى شيئا فشيئا، وسينتهي تماما مع تفعيل الحكومة إجراءات جديدة وتوفير العملة الصعبة في البنوك للشركات والأفراد، وحال تفعيل الإجراءات سيكون الأمر بمثابة ضربة قاصمة لسعر الدولار في السوق الموازية، لافتا إلى أنّ بشائر القضاء على السوق السوداء بدأت منذ إعلان الحكومة تطوير رأس الحكمة التي أسهمت في تدفق 35 مليار دولار بشكل عاجل، ويلي ذلك استثمارات أخرى بقيمة 150 مليار دولار حتى 2052.
المصدر: الوطن