وقال نور الدين في تصريحات لـRT: "تأتي مصر في المرتبة الثانية عربيا في معدلات استهلاك القمح بعد المغرب والتي يستهلك الفرد فيها نحو 220 كغم في السنة بينما يستهلك المواطن المصري نحو 162 كغم طبقا للبيانات الرسمية لوزارة التموين وهناك تقارير للجهاز المركزى للاحصاء تهبط به إلى 146 كغم للفرد في السنة".
وأوضح أنه عادة ما يستهلك المواطن في الدول الفقيرة كميات كبيرة من النشويات من الخبز والمكرونة والأرز (معدل استهلاك الأرز في دول جنوب شرق أسيا الفقيرة يتجاوز 60% من غذائهم) حيث يعتمد الفقراء على استكمال سعراتهم الحرارية اللازمة لكي يعيش بصحة وقدرة على العمل للإنفاق على نفسه وأسرته على المصادر النباتية الرخيصة بما فيها من البروتينات من البقوليات لعدم القدرة الشرائية للحصول على البروتين الحيواني والداجني والبيض وغيره.
وتابع: "مع ارتفاع مستويات المعيشة يتجه المواطن لاستهلاك البروتينات الحيوانية والداجنة والسكر والفاكهة والأسماك ويقل استهلاكة من النشويات والكربوهيدرات، وبالتالي يرتفع استهلاك الفرد في مصر من الخبز والمكرونة لانخفاض دخول ومستوى المعيشة لغالبية المواطنين وارتفاع مستويات الفقر خاصة في محافظات صعيد مصر والتي يصل فيها إلى 65% مقارنة بنحو 32% في محافظات الدلتا والعاصمة والتي يعتمد فيها المواطنون تماما على الخبز والاغذية النباتية في غذائهم".
وأشار نور الدين إلى أنه بالتالي فإن السبب في ارتفاع استهلاك المصريون للخبز هو ارتفاع نسبة الفقر وانخفاض قدراتهم الشرائية والتي يمكن ان تتزايد في الفترات القادمة بعد ارتفاع قيمة العملات الاجنبية امام الجنيه المصري والتي تستورد بها مصر 65% من غذائها من الخارج بما فيها الفول والعدس وخبز القمح غذاء الفقراء وكذا زيوت الطعام والذي يعتمد عليه الفقراء أيضا في غذائهم وأيضا القمح والذرة والزبدة البقري واللحوم وبالتالي فقد يزيد اعتماد المصريين في الفترة القادمة على الخبز والبطاطس وبعض أنواع الخضروات المنخفضة الأسعار خاصة عند انخفاض أسعار الطماطم في الأسواق.
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم