وكانت مشاورات عقدت حول انتقال التجارة الهندية الروسية إلى التسويات المتبادلة بالعملات الوطنية بين بنك الاحتياطي الهندي، والبنك المركزي ووزارة الخدمات المالية الحكومية.
وأفادت هذه المصادر بأن واشنطن غير مسرورة من رفض الهند دعم القرار المناهض لروسيا في الأمم المتحدة، وسماح نيودلهي للشركات الهندية بشراء النفط الروسي.
وبحسب المصادر، حددت موسكو بالفعل مصرفي "سبيربانك" و"بنك التجارة الخارجية" للمشاركة، من الجانب الروسي، في سداد المدفوعات في التجارة مع الهند. ولم تحدد نيودلهي بعد أي بنك هندي للمشاركة في مثل هذه التسويات.
في الوقت نفسه، تتواصل المشاورات بين الوزارات في الهند بشأن التجارة مع روسيا في سلع لا تخضع للعقوبات الغربية مثل الأدوية والأغذية والشاي والقهوة والتي تشكل أساس الصادرات الهندية إلى الاتحاد الروسي. وقالت المصادر إن "إمدادات هذه المنتجات إلى روسيا تحظى الآن باهتمام كبير".
وبحسب هؤلاء، فإن المدفوعات وطرق التوصيل هي العقبات الرئيسية أمام تجارة الهند مع روسيا في ظل الظروف الحالية. يتم النظر في خيارات تسليم الصادرات الهندية إلى الاتحاد الروسي عبر جورجيا وعدد من الموانئ البحرية الصينية، لكنها لا تعتبر مثالية. ولم تستبعد المصادر إمكانية تزويد روسيا بالمنتجات الصيدلانية عن طريق شركات هندية لها قواعدها في أوروبا الشرقية.
في وقت سابق من هذا الشهر صرح وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي هارديب سينغ بوري بأن نيودلهي تدرس اقتراح موسكو بيع النفط الخام بتعريفات مخفضة من خلال تسويات الروبل والروبية وسط الأزمة الحالية في أوكرانيا، مشيرا إلى أن حكومة بلاده ستحدد مصرفا للتعامل مع روسيا في ظل العقوبات. للقيام بذلك، من المخطط إنشاء نظام تسوية خاص، تستخدم بموجبه روسيا الروبية التي تتلقاها من المستوردين الهنود لشراء البضائع من الهند، وسيستخدم المصدرون الهنود الروبل الذي تدفعه روسيا لدفع ثمن الواردات الروسية، ويجري ربط سعر الصرف المشروط للروبل والروبية بعملة دولية.
وكتبت صحيفة هندو يوم الاثنين، أن فريقا من المتخصصين من البنك المركزي الروسي سيزور الهند هذا الأسبوع للتباحث مع بنك الاحتياطي الهندي في قضايا سداد المدفوعات في سياق العقوبات المفروضة على الاتحاد الروسي التي فرضتها عدد من الدول بسبب العملية العسكرية الخاصة التي ينفذها الجيش الروسي في أوكرانيا.
وبحسب وسائل إعلام ، تدرس الهند وروسيا إمكانية استخدام اليوان كعملة أساسية لإنشاء آلية للتسويات التجارية في إطار مخطط التعامل بالروبية والروبل.
ويكتسب حل هذه المشكلة أهمية أساسية بالنسبة لتجارة نيودلهي مع موسكو، حيث تشتري الهند الكثير من المنتجات من روسيا، بما في ذلك في مجالات الدفاع والطاقة النووية، وكذلك تقوم بتصدير المستحضرات الصيدلانية والزراعية وغيرها من السلع إلى الاتحاد الروسي. وبسبب العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو، وفقا لتقارير إعلامية، لا يمكن سداد مستحقات للمصدرين الهنود بقيمة حوالي 500 مليون دولار مقابل بضائع تم شحنها إلى روسيا.
المصدر: نوفوستي