مباشر

السبب الخفي وراء تدخل الولايات المتحدة في فنزويلا

تابعوا RT على
تحرك الولايات المتحدة في فنزويلا مطامع اقتصادية، ويدخل هذا البلد اللاتيني ضمن مؤامرة سياسية واقتصادية تحيكها واشنطن لضرب عصفورين بحجر واحد.

وقال سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، في مقابلة مع صحيفة "إزفيستيا" الروسية، إن "الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة هو أن تصبح رائدة في صادرات النفط العالمية في السنوات القليلة المقبلة، ووضع قواعد اللعبة الخاصة بها، فضلا عن إملاء إرادتها على أوبك".

وأعرب المسؤول الروسي عن ثقته، بأن العقوبات الأمريكية على روسيا وإيران تفرض لنفس السبب، للحد من قدرتهما على تجارة النفط، وتحاول واشنطن تنفيذ ذلك عبر تطبيق القيود، أما في حالة فنزويلا فتقوم ببساطة بالاستيلاء على مقدراتها النفطية، بسبب وجود مصاف نفطية في جنوب الولايات المتحدة مصممة على معالجة الخام الفنزويلي الرخيص.

وأضاف، أن هدف الولايات المتحدة واضح، هو استخدام النفط الفنزويلي الرخيص في مصافي تكريرها، وتصدير النفط الصخري المكلف إلى أوروبا، ولتنفيذ مشروعها تحتاج واشنطن إلى "دميتها" في فنزويلا، خوان غوايدو.

ولدى النظر إلى تاريخ صناعة النفط الأمريكية فإن الولايات المتحدة بعد أن كانت تنتج في التسعينات نحو 5.8 مليون برميل يوميا، وتستهلك 18 مليونا، أصبحت وبفضل ثورة النفط الصخري تنتج أكثر من 11 مليون برميل يوميا، فيما ارتفع استهلاكها إلى 23 مليون برميل يوميا.

وذكرت مجلات متخصصة في النفط أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري يشكل حاليا نسبة 43% من إجمالي الإنتاج الأمريكي، وحسب إحصاءات وزارة الطاقة الأمريكية، فإن 95% من الآبار الأمريكية تستخدم تقنية التفتيت الأفقي، موفرة بذلك للولايات المتحدة مخزونات ضخمة.

لكن ثورة النفط الصخري في أمريكا تواجه تحديات، إذ أن استخراجه يحتاج لتقنيات معقدة ومتطورة تجعل تكاليفه باهظة للغاية، على عكس النفط التقليدي، الذي يتميز بانخفاض تكاليف إنتاجه، والذي تملكه فنزويلا.

وفي الوقت الذي لا تتجاوز تكلفة إنتاج برميل النفط التقليدي 10 دولارات، تصل تكلفة إنتاج برميل النفط الصخري لأكثر من 40 دولارا، ومنذ هبوط أسعار النفط في منتصف 2014 إلى مستويات قياسية، واجه النفط الصخري أوقاتا حرجة.

إلا أن الأسعار المرتفعة للنفط الصخري، لا تخدم مستهلكي الوقود في الولايات المتحدة، التي تعتبر أكبر مستهلك للبنزين في العالم، وبعد أسبوعين من اندلاع الأزمة الفنزويلية شهدت أسعار البنزين ارتفاعا بنحو السنتين.

ويتوقع محللون استمرار ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة خلال موسم الربيع، ما سيؤثر على نفقات الأمريكيين حينئذ.

ويبدو أن واشنطن أمام معادلة معقدة تتمحور حول تصدير النفط الصخري بأسعار مرتفعة قدر الإمكان، وتوفير وقود داخل البلاد بأسعار معقولة، لكن مع النفط الفنزويلي فإن الولايات المتحدة ستدعم خطتها التصديرية وتوفي بإلتزاماتها الداخلية.

المصدر:  RT + وكالات

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا