وصوت المجلس في بداية الجلسة بتسعة أصوات مؤيدة مقابل أربعة معارضة وامتناع عضوين على تبني جدول أعمال مؤقت لبحث "الوضع في فنزويلا".
وصوتت روسيا ضد جدول الأعمال هذا، واقترحت آخر مختلفا يقضي بالنظر في عدم "التدخل في شؤون فنزويلا الداخلية".
وشدد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، على أن فنزويلا لا تشكل أي خطر على الأمن الدولي، متهما الولايات المتحدة بمحاولة تدبير انقلاب في هذه الدولة.
وقال نيبينزيا: "روسيا لا تستطيع دعم محاولة زملائنا الأمريكيين لعقد جلسة مكرسة لبحث الوضع داخل فنزويلا، وإدخال هذه العبارة في جدول أعمال اليوم إساءة صارمة لاستخدام صلاحيات عضو مجلس الأمن الدائم.. فنزويلا لا تشكل خطرا على الأمن والسلام، لكن ما يشكل الخطر هو التصرفات العدائية للولايات المتحدة وحلفائها بهدف الإطاحة بالرئيس المنتخب شرعيا".
الولايات المتحدة
وفي بداية الجلسة، حمل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الرئيس مادورو المسؤولية عن الأزمة الإنسانية في بلاده و"سرقة مستقبل" شعبه، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم "تطلعات الفنزويليين إلى الديمقراطية و"رفض الدولة المجرمة" وتشكيل "حكومة ديمقراطية جديدة" برئاسة زعيم المعارضة رئيس البرلمان خوان غوايدو.
وقال بومبيو: "الولايات المتحدة مستعدة لدعم الشعب الفنزويلي والوقت حان لدول أخرى لاتخاذ هذا الموقف فالتأخر لم يعد ممكنا.. إما أن تقف إلى جانب قوى الحرية أو تتحالف مع مادورو وفوضاه".
ودعا بومبيو المجتمع الدولي إلى الاعتراف بغوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، وانتقد روسيا والصين وسوريا وإيران لدعمها مادورو.
وقال بومبيو: "الوقت حان لانقاذ شعب فنزويلا والاعتراف بحكومة ديمقراطية جديدة برئاسة غوايدو ووضع حد لهذا الكابوس".
كما حث وزير الخارجية الأمريكي قوات الأمن الفنزويلية على ضبط النفس في تعاملها مع المتظاهرين المعارضين لمادورو.
بريطانيا
من جانبه، رحب نائب وزير الخارجية البريطاني، آلان دونكان، بـ"شجاعة غوايدو"، محملا مادورو المسؤولية عن انهيار حكم القانون في فنزويلا.
وقال: "بات على الجميع اليوم التوحد ضد "استبدادية مادورو"، مؤكدا أن لندن تقف إلى جانب الولايات المتحدة في رؤيتها لغوايدو شخصية مناسبة لإعادة الديمقراطية والحرية والازدهار الاقتصادي للبلاد.
وشدد الدبلوماسي البريطاني على أن مادورو لم يعد رئيسا شرعيا، مؤكدا أن المملكة المتحدة ستعترف برئيس البرلمان رئيسا مؤقتا للدولة إذا لم يعلن مادورو خلال 8 أيام عن تنظيم انتخابات رئاسية جديدة.
فرنسا
من جانبها، حذرت مندوبة فرنسا، آنا غوفين، من أن الأزمة الإنسانية "غير المسبوقة" التي تشهدها فنزويلا في السنوات الأخيرة لم تعد مسألة داخلية بل تعد ضمن عوامل عدم الاستقرار الإقليمي، داعية إلى حل الأزمة عبر الحوار واحترام إدارة الشعب.
وشددت الدبلوماسية الفرنسية على ضرورة أن يستخدم مادورو "آخر فرصة" متاحة له لتحقيق حل سياسي للأزمة، داعية الرئيس إلى احترام حصانة البرلمان.
وأكدت أن باريس ستعترف أيضا بغوايدو رئيسا مؤقتا للدولة إذا لم يعلن مادورو خلال 8 أيام عن تنظيم انتخابات رئاسية جديدة.
الكويت
من جانبه، أعرب مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي عن قلق بلاده إزاء تطورات الأحداث في فنزويلا وسقوط ضحايا مدنيين أثناء الاحتجاجات، داعيا حكومة كاراكاس إلى احترام حرية التعبير والتجمهر.
وحثت الكويت جميع الأطراف على تقديم أولية المصالح الوطنية لا الحزبية، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن يتصرف مجلس الأمن استنادا إلى ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدولة وتفادي أي تدخل خارجي في شؤونها.
روسيا
من جانبه، انتقد مندوب روسيا بشدة في كلمته السياسات الأمريكية، قائلا إن الجانب الروسي "مضطر" إلى حضور جلسة اليوم التي دعت إليها واشنطن استمرارا لجهودها الرامية من أجل نسف استقرار فنزويلا وفرض حلول عليها.
واتهم الدبلوماسي الروسي الإدارة الأمريكية بـ"جر مجلس الأمن إلى ألعابها القذرة بهدف تغيير الحكم في فنزويلا".
وردا على انتقادات بومبيو، أشار نيبينزيا إلى أن الدول التي أعربت عن تأييدها للرئيس مادورو لا تحمي نظامه بل تدافع عن القانون الدولي، مؤكدا أن مادورو يحظى بدعم معظم مواطني بلاده.
وحمل المندوب الروسي الولايات المتحدة المسؤولية عن محاولة تدبير انقلاب حكومي في فنزويلا، قائلا: "ندين بشدة من يدفع المجتمع الفنزويلي نحو الانزلاق في الفتنة الدموية".
وقال: "الولايات المتحدة تقدم لنا صورة مواجهة بين "نظام مادورو" وشعبه، لكن هذه الصورة بعيدة عن الواقع لأن زعيم فنزويلا يحظى بدعم واضح من قبل الشعب".
كما أعلن نيبينزيا عن وجود أدلة على أن واشنطن مارست أقوى ضغوط على المرشحين المعارضين كي ينسحبوا من انتخابات الرئاسة في فنزويلا عام 2018، وذلك في محاولة لنسف مصداقية العملية الانتخابية والتشكيك بمؤسسات الحكم في البلاد.
وانتقد نيبينزيا موقف منظمة الدول الأمريكية الداعم للولايات المتحدة في الملف الفنزويلي، وقال مخاطبا دول أمريكا اللاتينية: "هل تدركون أن تأييدكم لهذه التصرفات يهدد بأن تكون كل دولة في المنطقة محل فنزويلا؟"
كما رد نيبينزيا على التصريحات البريطانية بشأن "تزوير بطاقات الاقتراع" أثناء الانتخابات الرئاسية في فنزويلا، مشيرا إلى أن عملية الاقتراع في هذه الانتخابات كانت إلكترونية وليس هناك بطاقات اقتراع ورقية.
الصين
من جانبها، دعت الصين جميع أطراف الأزمة الفنزويلية إلى التصرف بعقلانية وهدوء وإيجاد حل للنزاع عبر الحوار وضمن إطار الدستور.
وأعرب المندوب الصيني عن دعم بكين لجهود حكومة كاراكاس الرامية إلى الحفاظ على الاستقلال والسيادة والاستقرار، وحث الجميع على احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لاسيما مبدأ عدم التدخل في شؤون دول أخرى.
وشدد الدبلوماسي الصيني على أن الأزمة الفنزويلية داخلية وليست دولية، مؤكدا أن لدى الشعب الفنزويلي وحده الحق في تقرير مصيره.
فنزويلا
بدوره، أشار وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياس، إلى أن إعلان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد واعتراف بعض الدول بذلك يخالف دستور البلاد والقانون الدولي، متسائلا: "من سيظهر لي بندا في ميثاق الأمم المتحدة يسمح لأي شخص إعلان نفسه رئيسا للدولة؟"
ووجه الوزير انتقادات قوية إلى الولايات المتحدة وحلفائها، قائلا إن واشنطن "لا تقف وراء محاولة الانقلاب في فنزويلا بل تأتي في مقدمتها"، إذ تفرض على دول أخرى خيارات بحق كاراكاس.
وقال: "تفرض القوة على حساب الشرعية، ولا بد من وضع حد لذلك هنا والآن".
وأكد الوزير أن بومبيو ونائب الرئيس الأمريكي مايك بينس سبق أن تقدما إلى الجيش الفنزويلي بدعوة للتنحي عن الحكومة.
وردا على إعلان فرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا عن نيتها الاعتراف بغوايدو رئيسا للبلاد في حال عدم إعلان حكومة كاراكاس خلال ثمانية أيام عن تنظيم انتخابات رئاسية جديدة، قال أرياس: "من خوّلكم بإصدار إنذارات نهائية؟"
وأشار إلى أنه على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العمل على حل أزمة "السترات الصفراء" في بلاده بدلا من التدخل في شؤون فنزويلا، مشددا على أن كاراكاس بدورها لا تتدخل في شؤون دول أخرى.
ونفى أرياس الاتهامات الموجهة إلى كاراكاس بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لافتا إلى أن الولايات المتحدة وكذلك كولومبيا وتشيلي وبعض الدول الأوروبية أعلنت عن عدم اعترافها بنتائج الانتخابات قبل شهرين من موعدها.
وقال إن حكومة فنزويلا كانت وستبقى مؤيدة لإقامة حوار مع الإدارة الأمريكية وهذه المبادرة ما زالت مطروحة على الطاولة.
المصدر: RT