ونقلت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم السبت استنادا إلى كتاب ألفه 3 صحفيين أتراك عاملين فيها تحت عنوان "الوحشية الدبلوماسية.. الأسرار السوداء لقتل خاشقجي"، مقتطفات من تسجيل صوتي يعتبر من أهم الأدلة في إطار قضية مقتل الإعلامي السعودي المشهور الذي قتل بمقر قنصلية بلاده في اسطنبول.
وقالت "ديلي صباح" إن التسجيل يوثق محادثات بين قائد فريق الاغتيال، ماهر المطرب، وخبير الطب الشرعي، صلاح الطبيقي، وعضو الحرس الملكي السعودي، ثائر الحربي، الذين اتفقوا قبل ساعة من وصول خاشقجي إلى القنصلية على أنهم سيطرحون أمامه خيار إرساله إلى الرياض وسيقتلونه حال رفضه ذلك.
وأشار الكتاب المذكور إلى أن هذا التسجيل هو ما أقنع مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جينا هاسبل، بأن عملية قتل خاشقجي كانت مبيتة وليست ناجمة عن قرار مفاجئ.
كما يوثق التسجيل، حسب الصحيفة، الطبيقي وهو يقول إنه "جيد في التقطيع"، متحدثا عن التخلص من جثة خاشقجي بعد قتله.
ونقلت الصحيفة عن الطبيب الشرعي الطبيقي: "حتى الآن لم أتعامل أبدا مع جثة دافئة، لكنني سأتمكن من فعل ذلك بسهولة. وعادة عندما أقطع الجثامين أرتدي السماعات وأستمع للموسيقى، كما أشرب في هذا الوقت القهوة".
وتابعت "ديلي صباح" أن خاشقجي، عندما تلقى المقترح بترحيله إلى الرياض، رفض ذلك، وبعد ذلك قال المطرب له إنه سيغفر في حال موافقته على التعاون، ومن ثم طلب من خاشقجي بعث رسالة لنجله صلاح الموجود في حينه بالعاصمة السعودية ليؤكد له أنه في اسطنبول وبخير لكي لا تطفو على السطح أي شبهات.
وأراد المطرب ورفاقه أن يقول خاشقجي لنجله "لا تقلق في حال لم تتمكن من الاتصال بي لبعض الوقت"، لكن الصحفي رفض ذلك أيضا، ومن ثم يوثق التسجيل الصوتي خاشقجي يسأل مخاطبا المطرب: "هل تنوي قتلي؟ تنوي خنقي؟".
وبحسب الكتاب احتفظ خاشقجي، حتى بعد إدراكه أنه لن يخرج من القنصلية حيا، بالهدوء وبدمه البارد، وكان واقفا في مكانه حتى مهاجمته من قبل 5 أفراد من فريق الاغتيال بأمر من المطرب لخنق الصحفي السعودي، الذي حشروا راسه في كيس بلاستيكي.
وكانت الكلمات الأخيرة لخاشقجي التالية، وفق "ديلي صباح": "لا تغلقوا فمي، لدي الربو، ستكونوا مضطرين إلى خنقي".
ونقلت الصحيفة عن تقارير إعلامية أن خاشقجي قاوم قتلته حوالي 5 دقائق قبل أن يتمكنوا من إنجاز عمليتهم.
ولفت الكتاب إلى أن تسجيل قتل خاشقجي كان دراماتيكيا لدرجة أثر حتى على رجال الاستخبارات ذوي الخبرة الكبيرة في مثل هذه القضايا، حيث وجدوا أنفسهم في حالة غير مريحة للغاية خلال الاطلاع على هذه الأدلة.
وأشارت "ديلي صباح" إلى أن مديرة "CIA" هاسبل كان انفعالها شديدا خلال الاستماع إلى ترجمة التسجيل المذكور أعلاه.
وعلى الرغم من إعلان السعودية عن احتجاز أعضاء فريق الاغتيال بعد عودتهم إلى المملكة، إلا أن الكتاب التركي نقل معلومات تتناقض مع هذا التصريح.
وقال مصدر "سري" طلب عدم الكشف عن هويته لصحفيي "ديلي صباح" إن الطبيقي يقيم حاليا في فيلا بمدينة جدة مع عائلته.
وذكر أن السلطات السعودية طلبت منه عدم الوقوع في دائرة الضوء، فيما أشار إلى أن الأشخاص الآخرين الذي تم الإعلان عن توقيفهم ليسوا بالحقيقة قيد الاحتجاز، ويقيمون في منازلهم بعيدا عن عيون الجمهور.
المصدر: ديلي صباح + وكالات