وذكر الخبير في الشؤون الإيرانية علي آلفونه، أن البعض كان يظن أن "فيلق القدس" تم تأسيسه بعد أسابيع قليلة من اندلاع الثورة الإيرانية ضد الشاه "إلّا أن التنظيم برز فعلياً قبل ذلك بكثير. فتجسيده الأول كان على يد الرئيس المصري جمال عبد الناصر في عام 1964".
وسجّل الخبير في هذا السياق أن "الثوار" بعد الانقلاب ضد رئيس الوزراء الإيراني المنتخب محمد مصدق عام 1953 قرروا لاستحالة الإطاحة بالشاه بالطرق السياسية "إطلاق صراع عسكري ضده، وكانت مصر الدولة الوحيدة الراغبة في تزويدهم بالمال والتدريب والأسلحة. من خلال هذه العملية، تواصل الثوار الإيرانيون مع نظرائهم في جميع أنحاء المنطقة، حيث أسسوا حركة ثورية عابرة للحدود الوطنية".
ورأى أن جهاز الاستخبارات في إيران آنذاك "السافاك" بدأ لاحقا في مطاردة هؤلاء "الثوار" في أرجاء المنطقة، كما "تعقب أنشطتهم عن كثب".
وكشف آلفونه في هذا السياق عن نقطة مفصلية هامة تتمثل في أن "الثوار" بعد سقوط الشاه (عام 1989) استحوذوا على "مقر (السافاك)، فقرر العديد من ضباط الوكالة الانضمام إلى (الحرس الثوري) المؤسس حديثا خلال الاضطرابات التي أعقبت ذلك. ومن خلال الجمع بين قدرات الثوار وضباط السافاك، تطورّ الحرس الثوري ليصبح التنظيم الماهر الذي هو عليه اليوم".
ودفع الخبير بالشؤون الإيرانية بفرضية تقول، إن الحرس الثوري الإيراني يحتفظ بسجل حافل في مجال التأثير بشكل ملحوظ على الدول المجاورة لإيران، فيما لم تحقق الحكومة المدنية نفس القدر من النجاح.
المصدر: washingtoninstitute