ومع أن المواضيع التي ستناقشها قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين هي مواضيع تقليدية تماماً، مثل التجارة، والاقتصاد الرقمي، وتغير المناخ، والتنمية المستدامة، والمساواة بين الجنسين، إلا أن أكثر التوقعات تفاؤلا لا تنتظر الخروج بنتائج أكثر أهمية مما هو قائم، في ظل الحرب التجارية المحتدمة بين الولايات المتحدة والصين التي أشعل فتيلها ترامب، وكيف سيستقبل زعماء العالم ولي العهد السعودي لأول مرة في بوينس آيرس، بعد حادث مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، وما إذا كان الزعيمان الروسي والأمريكي فلاديمير بوتين ودونالد ترامب سيصافحان بعضهما البعض بعد إقدام الأخير على إلغاء اجتماع كان مقررا بينهما على هامش القمة، بحجة حادث مضيق كيرتش.
تجذب هذه القمة الانتباه كواحدة من منصات توفيق المواقف بين الأطراف المتنازعة، لكن الرئيس الأمريكي ألغى قبل توجهه إلى الأرجنتين لقاءاته التي كانت مقررة مع الرئيس الروسي، وكذلك مع الرئيس التركي والرئيس الكوري الجنوبي. وتحجج بعدم التحضير وضيق الوقت عندما سئل عمّا إذا كان سيلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟
الرئيس الروسي، بحسب مساعده يوري أوشاكوف، "سيعبر عن رأي حول الاختلالات القائمة في التجارة العالمية، والمشاكل المرتبطة بتصاعد النزاعات التجارية، ووجهة نظرنا حول حالات القيود الأحادية"، وأيضا اقتراح "سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز دور منظمة التجارة العالمية كمنصة عالمية لتسوية المنازعات والحوار حول التجارة العالمية والقضايا الاقتصادية".
في جميع قمم مجموعة العشرين السابقة، كان من الممكن تطوير موقف مشترك في مسار الاقتصاد العالمي، لكن الحرب التجارية التي فتح نارها ترامب أفشلت حتى قمة آبيك الأخيرة، إذ أن الاختلافات لم تكن في المجال السياسي فحسب، بل وحول النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لدرجة أنه في اجتماع دول آبيك في بابوا غينيا الجديدة في منتصف نوفمبر، لم يتم الاتفاق على الإعلان النهائي للقمة للمرة الأولى.
وفقا للخبراء، فإن احتمال عدم التوصل إلى توافق في الآراء مرتفع جدا هذه المرة في قمة الأرجنتين، وهناك شكوك جدية حول ما إذا كان من الممكن التغلب على هذه المشاكل والتناقضات والتوصل لإعلان نهائي.
المصدر:RT