وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" اليوم بتأجيل الإفراج عن آسيا بيبي التي صدر بحقها قبل ثماني سنوات حكم بالإعدام بتهمة التجديف على النبي محمد وبرأتها المحكمة العليا الأربعاء الماضي، وذلك بعد فشل المفاوضات بين الحكومة والإسلاميين المتشددين الذين يطالبون بإبقاء الحكم الأصلي.
وأعلن خادم حسين رضوي، زعيم حزب "تحريك لبيك باكستان" الإسلامي الذي يقود التظاهرات، عن عجز الإسلاميين والحكومة عن التوصل إلى اتفاق سيتيح تهدئة الوضع في الشارع، بينما شدد المتحدث باسم الجيش على ضرورة مواصلة التفاوض، مضيفا أنه لا يجوز أن يتدهور الوضع إلى المستوى الذي سيتطلب تدخل القوات المسلحة.
وطالب ممثلو رضوي بمنع السيدة من مغادرة البلاد، لكن وزير الإعلام فؤاد شودري رفض هذه المطالب مشددا على أن الحكومة لن تقبل الإملاءات من قبل الحركة الإسلامية.
وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن الحكومة، في محاولة احتواء الأزمة، أوقفت تشغيل الشبكة الهاتفية في العاصمة إسلام آباد ومدينة لاهور الشرقية، حيث أغلق المتظاهرون الغاضبون أهم الطرق وأضرموا النيران في عشرات السيارات.
كما أغلقت السلطات المدارس في محافظة بنجاب، أكبر مناطق البلاد من حيث عدد السكان، تحسبا لحوادث محتملة.
وفي العاصمة إسلام آباد، خرج نحو خمسة آلاف متظاهر إلى الشوارع، علاوة على تنظيم نحو أربعة آلاف شخص اعتصاما في لاهور، كما خرجت احتجاجات مماثلة في مدينة بيشاور.
وأغلق نحو ألفي متظاهر إسلامي الطريق الاستراتيجي الرابط بين إسلام آباد ومعسكر العاصمة القديمة، راولبندي، ما أحدث ازدحاما مروريا، فيما أغلق مئات المحتجين الآخرين الطريق الآخر الرابط بين العاصمة ومدن مهمة أخرى.
وفي ميناء كراتشي التجاري، توقفت الأسواق الشعبية عن العمل على خلفية الوضع المتوتر، حيث شاهد مصور لـ"رويترز" حشدا من نحو مائة متظاهر يقيمون متاريس في أحد أهم الطرق.
في غضون ذلك، لا تزال بيبي محتجزة في معتقل لم يكشف مكانه لدواع أمنية، وأكدت إدارة هذا السجن أن المرأة تعرضت في الشهر الماضي لمحاولة قتل من قبل معتقلين آخرين.
ويشار إلى أن سياسيين اثنين أعربا عن دعمهما للسيدة المدانة سبق أن قتلا بأيدي الإسلاميين المتشددين، في قضية أحدثت صدى واسعا في العالم وقد تشكل خيارا صعبا أمام حكومة رئيس الوزراء الجديد عمران خان.
المصدر: رويترز + أسوشيتد برس