وذكرت وسائل الإعلام التركية الرسمية أن لوحة أرقام السيارة المركونة في أحد المواقف الخاصة بحي سلطان غازي بالمدينة تؤكد أنها تابعة للقنصلية السعودية وهي مماثلة لتلك التي تمت مشاهدتها أمام مقر البعثة الدبلوماسية يوم اختفاء خاشقجي.
وسبق أن ذكرت مصادر مسؤولة عدة بشكل غير رسمي أن فريقا أمنيا سعوديا وصل إلى اسطنبول يوم اختفاء خاشقجي يقف وراء مقتله وفي محاولة لإخفاء آثار الجريمة قام عناصر الفريق بلف جثة الصحفي في سجادة وإخراجه من داخل مبنى القنصلية ليتم بعد ذلك تسليمه لـ"متعاون محلي" كلف بالتخلص من الجثمان.
ونشرت قناة "TRT" التركية صورا قالت إنها تظهر وثائق تثبت تبعية السيارة للقنصلية السعودية في اسطنبول.
وفي غضون ذلك، أفادت قناة "NTV" التركية الخاصة بأن القنصلية السعودية منعت الشرطة التركية من تفتيش سيارة "مرسيديس" لأنها لم تحصل على إذن مسبق.
لكن قناة "CNN Turk" اكدت أن السلطات التركية ستتمكن من تفتيش السيارة يوم غد الثلاثاء.
واختفى خاشقجي، الصحفي السعودي المعروف بمقالاته وتصريحاته التي انتقد فيها سياسات بلاده في مجالات عدة، يوم 2 أكتوبر الجاري إثر دخوله مقر قنصلية المملكة في اسطنبول التركية لإنهاء التعامل مع وثائق خاصة بحالته العائلية.
وأعلنت السعودية رسميا فجر السبت الماضي أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء خاشقجي أظهرت "وفاته" نتيجة "اشتباك بالأيدي" نجم عن شجار مع أشخاص قابلوه في القنصلية، وذكر أنه تم توقيف 18 شخصا حتى الآن في إطار التحريات وهم جميعا من الجنسية السعودية، دون الكشف عن مكان وجود جثمان الصحفي، واعترفت سلطات المملكة بأن الصحفي قتل على يد فريق أمني سعودي وسل إلى المدينة في 2 أكتوبر وضم 15 فردا، مشددة على أنهم والواقفين وراء عملية هذه المجموعة "تجاوزوا صلاحياتهم" وثم حاولوا "التغطية على الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه".
كما أعفى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، مجموعة مسؤولين استخباراتيين بارزين، على رأسهم نائب رئيس الاستخبارات العامة، اللواء أحمد عسيري، بالإضافة إلى المستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وأمر بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد، محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة و"تحديد صلاحياتها بدقة".
وقدمت السلطات التركية والسعودية في البداية روايات متضاربة بشأن مكان وجود خاشقجي، الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث قالت أنقرة، التي تنفذ تحقيق رسميا في القضية منذ 2 أكتوبر، إن الصحفي لم يخرج من المبنى بينما أصرت الرياض على أنه غادره بعد وقت وجيز من إنهاء العمل المتعلق بحالته العائلية.
وأعربت مجموعة من الدول الغربية تشمل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا والدنمارك عن شكوكها في رواية السعودية الجديدة بشأن قضية مقتل خاشقجي، فيما وصفها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالجديرة بالثقة، لكنه أشار لاحقا إلى أنه أيضا غير راض عن أسلوب تعامل المملكة مع هذا الحادث.
المصدر: وسائل إعلام تركية + وكالات