ووسط الغموض الذي يكتنف مصير الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى ظهر الثلاثاء في مدينة إسطنبول التركية، تصدر خبر اغتياله عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية وغزا مواقع التواصل الاجتماعي حيث نشر رواد "تويتر" تغريدات تراوحت بين النعي والتنديد والتشكيك، ولا سيما تلك التي صبت جام غضبها على عملية "الاغتيال" التي لم تتوضح خيوطها إلى حد الآن وبنيت على أخبار نقلتها وكالة رويترز عن مصادر أمنية تركية "مجهولة" أو "رفضت الكشف عن اسمها".
ففي حدود الساعة الثامنة و35 دقيقة نشرت وكالة رويترز خبرا عاجلا نقلت تفاصيله عن مصدرين أمنيين تركيين "لم تسمهما" أشارا فيه إلى أن التقديرات الأولية للشرطة التركية حول قضية اختفاء الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، تقول إنه قتل في عملية مدبرة داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، ومنذ تلك اللحظة انتشر الخبر كالنار في الهشيم وتعددت السيناريوهات والتحاليل إلا أن الحقيقة تبقى غامضة إلى اللحظة التي سيتم فيها رسميا إعلان نتائج التحقيقات.
تسارعت الأحداث وكثرت التصريحات، ما بين إعلان أنقرة فتحها رسميا تحقيقا بشأن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتوعدها بكشف الحقيقة، وربط الأمن التركي اختفاء خاشقجي بوصول 15 مسؤولا سعوديا إلى القنصلية في إسطنبول، التي سارعت بفتح أبوابها لصحفيي وكالة رويترز لتأكيد عدم وجود خاشقجي بالمبنى.
تضارب الروايات
قدمت السلطات التركية والسعودية روايات متضاربة بشأن مكان وجود خاشقجي، الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول.
وبعودة سريعة إلى مساء الثلاثاء الذي نشر فيه خبر اختفاء خاشقجي، تضاربت الروايات والقصص حول الموضوع، إلى حين خروج الجانب السعودي عن صمته حيث قال عن طريق القنصلية العامة للمملكة في إسطنبول إنه يتابع ما ورد في وسائل الإعلام عن اختفاء الصحفي والكاتب السعودي المشهور جمال خاشقجي بعد خروجه من مبنى القنصلية.
وأكدت القنصلية، الأربعاء، أنها تقوم بإجراءات المتابعة والتنسيق مع السلطات المحلية التركية لكشف ملابسات اختفاء خاشقجي، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".
وكانت الرئاسة التركية قد أعلنت قبل ذلك أن خاشقجي، لا يزال داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، بينما جددت المملكة نفيها لأي تورط في اختفاء الإعلامي.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، في مؤتمر صحفي أن وزارة الخارجية والهيئات المعنية الأخرى في تركيا تتابع بدقة تطورات قضية خاشقجي، مشيرا حينها إلى أن المعلومات التي تتوفر حاليا لدى الجانب التركي تفيد بأن الصحفي لا يزال داخل القنصلية السعودية في إسطنبول والتي دخل إليها يوم الثلاثاء 2 أكتوبر.
ولعل تصريحات خطيبة خاشقجي آنذاك التي قالت إنها اتصلت بالشرطة عندما لم يخرج خطيبها مرة أخرى، وأفادت بأنها لا تعلم ما يحدث ولا تعلم ما إذا كان بالداخل أم أخذوه إلى مكان آخر، ما يرجح كفة الرواية التركية، علما أن "رويترز" سبق وأن نقلت عن أصدقاء مقربين من خاشقجي قولهم إنه اختفى بعد دخوله مقر قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول بتركيا الثلاثاء الماضي.
وأوضح أحد أصدقائه للوكالة أن خاشقجي لم يخرج من القنصلية لأكثر من 7 ساعات ونصف الساعة بعدما دخلها لتوثيق طلاقه حتى يتسنى له الزواج مرة أخرى.
(....) كثرةُ الروايات وتعددها والتخيلات التي أحاطت بالموضوع والتي ربطها البعض، في تغريداتهم على موقع "تويتر"، بسيناريو قطري وإيراني محبوك وبين شق آخر وجه أصابع الاتهام لتركيا في اختفاء خاشقجي، وجزء آخر أصدر حكما قاطعا بأن السعودية وراء العملية، ناهيك عمن تحدث عن تمثيلية ستتكشف خيوطها عاجلا أم آجلا، "شّوشت" على الموضوع و"عقّدت" المسألة في غياب ملامح واضحة.
المصدر: RT + وكالات