وفي تقرير نشرته أمس نقلت الصحيفة الأمريكية عن مدير مستشفى غزنة، باز محمد همت، قوله إن 113 شخصا، معظمهم عسكريون، لقوا مصرعهم وأصيب 142 آخرون على الأقل منذ هجوم المسلحين مساء الجمعة على المدينة الاستراتيجية الواقعة على المحور الرئيسي الذي يربط إقليم قندهار جنوب البلاد بالعاصمة كابل.
وذكر مساعد رئيس المجلس الإقليمي، أمان الله قمراني، أمس الأحد لـ"فرانس برس" أن القوات الحكومية لا تسيطر إلا على المقر العام للشرطة ومكتب الحاكم وبعض المقار العامة في المدينة، بينما لا يزال ما تبقى من مساحة المدينة في أيدي المسلحين.
وتابع المسؤول قائلا إن المدينة التي قطعت عنها الكهرباء تشهد حالة من الفوضى، والوضع صعب للغاية بالنسبة للمدنيين، مضيفا أن المدينة على وشك كارثة إنسانية ما لم تتدخل قوات "الناتو" في القتال، لأن القوات الأفغانية الموجودة فيها لا تكفي لصد هجوم المسلحين.
علاوة على ذلك، أكدت "نيويورك تايمز" أن مسلحي طالبان نجحوا في الاستيلاء على منطقة أجرستان التي تبعد تسعة كيلومترات غرب غزنة، حيث تقدر خسائر وحدة النخبة للجيش الأفغاني، التي فُقد الاتصال بها لمدة يومين حتى أمس الأحد، بما يتراوح بين أربعين ومائة قتيل.
وفي ولاية فارياب الشمالية، خسرت القوات المعزولة في قاعدة للجيش الأفغاني أكثر من نصف أفرادها، ويقدر عددهم الإجمالي بـ100 عسكري، وذلك جراء هجوم لـ"طالبان" صباح أمس.
كما قتل المسلحون يوم السبت سبعة شرطيين وتسعة جنود واختطفوا ثلاثة آخرين جراء هجوم على قاعدة جنكل باغ في ولاية بغلان شمالا.
"طالبان" تستعد لجولة جديدة من الحوار مع واشنطن
وبالتزامن مع هذا التصعيد العسكري، كثّفت حركة "طالبان" جهودها الدبلوماسية خارج أفغانستان في الآونة الأخيرة، حيث التقى أربعة مسؤولين منها، في 23 يوليو الماضي، بالمسؤولة رفيعة المستوى في الخارجية الأمريكية، أليس ويلز، بالعاصمة القطرية الدوحة، في أول جولة من المفاوضات المباشرة، وذلك بعد تراجع البيت الأبيض عن موقفه الرافض للتفاوض المباشر مع الحركة.
ووصف عضو رفيع المستوى في مجلس الشورى التابع لـ"طالبان"، في حديث إلى صحيفة "غارديان" البريطانية، الاجتماع بأنه كان مثمرا جدا، مؤكدا أن الجولة اللاحقة من المفاوضات، التي من المقرر إجراؤها بالدوحة في شهر سبتمبر المقبل، ستكون أكثر تفصيلا، مع التركيز على المسائل الرئيسية.
وأشار المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إلى أن ممثلي الحركة، بعد مفاوضات خاصة بتحديد الأجندة، قد يجلسون حول طاولة الحوار مع ممثلي الحكومة الأفغانية.
هذا وأفادت الصحيفة بأن قيادة "طالبان" تدرس سبل تطوير التنسيق مع مكتب الحركة السياسي في الدوحة، بما في ذلك إقامة قناة خاصة بالرد السريع على الأوامر من أفغانستان، وكان بعض عناصر "طالبان" قد أكدوا أن زعيم الحركة هبة الله أخوند زاده ينظر في إمكانية إرسال "ممثلين عسكريين" إلى الدوحة.
وفد من "طالبان" يبحث في أوزبكستان "آفاق السلام بأفغانستان"
إلى ذلك، زار وفد من "طالبان"، برئاسة مدير مكتب الحركة في قطر، شير محمد عباس ستانكزاي، مؤخرا أوزبكستان، وأجرى مفاوضات بخصوص عملية السلام في أفغانستان وانسحاب القوات الأجنبية من البلاد، حسب مسؤولين في الحركة.
وأكدت طشقند و"طالبان" على حد سواء أن وزير خارجية أوزبكستان عبد العزيز كاميلوف عقد سلسلة لقاءات مع وفد الحركة، خلال أربعة أيام اعتبارا من 6 أغسطس، لبحث "آفاق عملية السلام في أفغانستان"، بينما أفادت "طالبان" في بيان لها أن الاجتماعات تناولت "المشاريع الوطنية المستقبلية مثل أمن سكك الحديد وخطوط الكهرباء".
وكانت الحركة قد رفضت في يونيو الماضي مقترح الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني بشأن تمديد الهدنة المؤقتة المعلنة بين الطرفين خلال عيد الفطر المبارك الماضي.
المصدر: وكالات