والتقت "الغادريان" علياء في منزلها بمدينة جدة، حيث كانت الأسرة حذرة في المفاوضات الأولية للقاء، لكن عقب أيام عدة من النقاش كانت الأسرة جاهزة للتحدث، وتمّ اللقاء في أوائل شهر يونيو الماضي.
وقالت علياء لمراسل الصحيفة البريطانية إن ابنها أسامة كان طفلا خجولا ومتفوقا في دراسته، موضحة أنه أصبحت له شخصية قوية في العشرينات من عمره، وذلك أثناء دراسته للاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة.
وأضافت خلال الحوار الذي أجري داخل منزل العائلة بحضور شقيقيه أحمد وحسن: "لقد غيره الناس في الجامعة... أصبح رجلا مختلفا"، مبينة أن أحد الرجال الذين قابلهم في الجامعة هو عبد الله عزام، وهو عضو في جماعة "الإخوان المسلمين" الذي نُفي لاحقا من المملكة وأصبح مستشارا روحيا لأسامة بن لادن.
وتابعت: "لقد كان طفلا جيدا إلى أن التقى ببعض الأشخاص الذين غسلوا دماغه في أوائل العشرينات من عمره. كنت أقول له دائما أن يبتعد عنهم، ولم يعترف لي أبدا بما كان يفعله، لأنه كان يحبني كثيرا".
وأشارت إلى أن أبنها "صرف كل أمواله في أفغانستان حيث كان يتخفّى تحت ستار أعمال العائلة، ولم يخطر ببالي أبداً أن يصبح في هذا الطريق المخالف، وكنا مستائين للغاية، لم أكن أريد أن يحدث أي شيء من هذا".
وذكرت علياء أن العائلة رأت أسامة آخر مرة في أفغانستان عام 1999، وهو العام الذي زاروه فيه مرّتين في قاعدته خارج مدينة قندهار، قائلة: "لقد كان مكانا بالقرب من المطار، وكان سعيدا جدا باستقبالنا، وظهر لنا كل يوم كنا فيه هناك واصطاد حيوانا وأقام وليمة ودعا الجميع لها".
جدير بالذكر أن علياء غانم، سورية الأصل من مدينة اللاذقية الساحلية، ونشأت في عائلة "علوية"، وانتقلت بعد ذلك إلى السعودية في منتصف الخمسينيات، وأنجبت أسامة في الرياض عام 1957، وبعدها بثلاث سنوات طُلقت من والده وتزوجت من محمد العطاس، الذي كان آنذاك مسؤولا في إمبراطورية بن لادن الوليدة في أوائل الستينيات.
وقتل أسامة بن لادن فجر الاثنين 2 مايو 2011 في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة.
المصدر: "الغارديان"