وكشف الدبلوماسي الروسي دميتري فوكيستوف من نيويورك اليوم، بعد مشاركته في جولة مشاورات روسية أمريكية بشأن مكافحة تمويل الإرهاب، تسبق الاجتماع العام لمجموعة العمل المالي في باريس في يونيو المقبل، أن "الولايات المتحدة تواصل السعي لرفع الوقف الاختياري للتدابير المضادة ضد إيران التي فرضتها "فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية ومكافحة تبييض الأموال" (FATF).
وقال فوكيستوف الذي يشغل منصب نائب مدير إدارة التحديات الجديدة والتهديدات في وزارة الخارجية الروسية إن إيران "كانت على قائمة FATF السوداء لأكثر من 10 سنوات، مثل كوريا الديمقراطية"، ولكن في يونيو 2016، بعد أن تم الاتفاق بين طهران والمجموعة الدولية "التزمت بتصحيح جميع أوجه القصور فيها"، فتم فرض حظر على التدابير المضادة.. ووفقا له، فإن القيود التي تقترحها مجموعة العمل المالي FATF حاليا "إن لم تكن تؤدي إلى شلل تام في عمل الأنظمة المالية الإيرانية، فإنها تحد بشدة من إمكانيتها ". لأن "جميع العمليات التي يقوم بها الأفراد والكيانات القانونية الإيرانية تعتبرها هذه الهيئة مشبوهة على نحو مسبق".
وأكد الدبلوماسي الروسي، أن "لأمريكيين يصرون على إعادة فرض إجراءات مضادة أشد ضد إيران بحجة أنها لم تف بوعودها، مضيفًا أن الولايات المتحدة تحاول التعمية على استهدافها إيران، فتستشهد ببلدان أخرى مهددة بعودة التدابير المضادة، بما في ذلك إندونيسيا وتركيا وميانمار. كانت هناك سوابق، لقد أقصت هذه البلدان بالفعل جميع أوجه قصورها، لكننا نعتقد أن عودة التدابير المضادة ستكون ذات نتائج عكسية تماما، لأن هذا سيعني أن الوضع برمته مع إيران سيعود إلى نقطة الصفر، أي إلى ما كان عليه قبل عدة سنوات، عندما نأت إيران بنفسها عن التعاون مع مجموعة العمل المالي، واعتبرتها أداة في يد القوى الغربية، ولم تفعل أي شيء لتلبية معايير مجموعة العمل المالي لمكافحة تمويل الإرهاب".
ووفقا له فإن "الولايات المتحدة تسيس" النقاش في موقع مجموعة العمل المالي على خلفية انسحابها من خطة العمل المشتركة الشاملة (SVPD) بشأن البرنامج النووي الإيراني".
إن الدوافع السياسية واضحة خلف موقف واشنطن: انسحاب الأمريكيين من اتفاق إيران النووي، دفعهم لكيل المزيد من الاتهامات ضد إيران في تمويل الإرهاب، واستعادة شعارات الماضي بأن إيران هي الدولة الرئيسية التي ترعى الإرهاب، هي مرة أخرى مطلوبة لأسباب سياسية، حسب قول فوكيستوف.
المصدر: نوفوستي
سعيد طانيوس