وفي مؤتمر صحفي عقده في لندن، اليوم الخميس، قال ياكوفينكو إن السفارة الروسية طلبت من السلطات البريطانية بصورة رسمية معلومات عن ملابسات حادث تعرض سيرغي سكريبال وابنته يوليا لتأثير مادة كيميائية سامة في مدينة سالزبوري، وكذلك معلومات عن سير التحقيقات في الحادث، لكن لندن رفضت تقديم عينات من المادة المذكورة.
وتابع ياكوفينكو: "للأسف، وبعد مرور 18 يوما على وقوع الحادث، لم نحصل على أي معلومات رسمية من وزارة الخارجية والشرطة البريطانيتين. وترفض السلطات البريطانية تقديم عينات من المادة السامة، ولم نتمكن من الوصول المشروع إلى مواطنين روسيين وفقا لمعاهدة فيينا".
وأضاف الدبلوماسي الروسي أن الرد الوحيد من لندن على طلب موسكو كان شفهيا عن حالة يوليا سكريبال الصحية، ولم يختلف عن بيانات صدرت سابقا عن الشرطة ومفادها أن يوليا في حالة حرجة. أما وزارة الخارجية فرفضت تقديم معلومات بشأن سيرغي سكريبال بذريعة كونه مواطنا بريطانيا.
وفي 4 مارس، تعرض سيرغي سكريبال، الضابط السابق في المخابرات العسكرية الروسية الذي أدين في روسيا بتهمة الخيانة العظمى، وابنته يوليا، لتأثير مادة مشلة للأعصاب (وفقا للجانب البريطاني). وتم العثور على سكريبال وابنته مغمى عليهما قرب بيتهما في مدينة سالزبوري (جنوب غرب بريطانيا) حيث كان يقيم بعد منح لندن اللجوء السياسي له، إثر الإفراج عنه في روسيا في إطار عملية تبادل جواسيس بين روسيا والولايات المتحدة في العام 2010.
وأعلنت لندن لاحقا أن المادة السامة تم تطويرها في روسيا، متهمة موسكو بالوقوف وراء محاولة اغتيال سيرغي ويوليا سكريبال. من جهتها، نفت روسيا قطعا الاتهامات الموجهة إليها، مشيرة إلى عدم وجود برامج خاصة بتطوير المادة المذكورة لا في الاتحاد السوفيتي السابق ولا في روسيا.
وقامت بريطانيا بطرد 23 دبلوماسيا روسيا من أراضيها، دون تقديم أي دلائل تدعم اتهاماتها، كما أنها أعلنت اتخاذ إجراءات أخرى معادية لروسيا، الخطوة التي ردت موسكو عليها بطرد 23 دبلوماسيا بريطانيا وإصدار أوامر بإغلاق القنصلية العامة البريطانية في سان بطرسبورغ ووقف نشاطات مؤسسة "المجلس البريطاني" الثقافية الحكومية في روسيا.
كما ذكر ياكوفينكو أن لندن تتجاهل طلبا روسيا آخر حول ملابسات وفاة نيكولاي غلوشكوف، أحد كبار مديري الأعمال في شركة "آيروفلوت" الروسية للطيران المدني، والذي تم العثور على جثته، الأسبوع الماضي، في منزله بالعاصمة البريطانية.
أمن المشجعين البريطانيين
وفي إجابته عن سؤال عما إذا كانت روسيا ستضمن أمن المشجعين البريطانيين أثناء فعاليات كأس العالم لكرة القدم للعام 2018، وسط الأزمة الراهنة في العلاقات بين البلدين، أكد السفير أن سلطات بلاده تتخذ حاليا كل الإجراءات المطلوبة لضمان أمنهم. وشدد على أن الأجهزة المعنية البريطانية ستتعاون مع مثيلاتها الروسية، وأن روسيا تمارس هذا النوع من التعاون مع كل بلد لدى إجراء فعاليات رياضية دولية لضمان أمن الرياضيين والمشجعين.
وتستقبل روسيا، في الفترة ما بين 14 يونيو و15 يوليو القادمين، وللمرة الأولى في تاريخها، كأس العالم لكرة القدم التي ستجري مبارياته في 12 ملعبا في 11 مدينة روسية.
المصدر: وكالات
قدري يوسف