وفي جلسة مشاورات خاصة عقدها مساء اليوم الأربعاء مجلس الأمن الدولي حول هذه القضية، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن بريطانيا تخشى الحديث الاحترافي العلني حول تسميم سكريبال، فيما شدد على أن تصريحاتها بشأن التورط الروسي في تسميمه غير مقبولة.
وكشف نيبينزيا أن الوفد الروسي طلب من رئيس مجلس الأمن أن تكون هذه الجلسة علنية وغير مغلقة، كما خططت له بريطانيا، "لكي يرى الجميع ما الذي يحدث"، وشدد على أن الحكومة البريطانية لا تسعى للوصول إلى الحقيقية وتخوض حربا دعائية ضد روسيا.
واعتبر الدبلوماسي الروسي أن الرسالة، التي وجهتها رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول قضية سكريبال، "تتضمن تصريحات غير مسؤولة على الإطلاق وتهديدات لدولة ذات سيادة وهي عضو دائم في مجلس الأمن تخالف القانون الدولي والمادة 2.4 لميثاق الأمم المتحدة".
وشدد المندوب الروسي على أن هذه الاتهامات غير مقبولة، لا سيما أن بريطانيا لم تقدم أية أدلة تثبت تصريحاتها حول وقوف روسيا وراء تسميم سكريبال.
وأشار نيبينزيا إلى أن قضية تسميم سكريبال موضوع يجب مناقشته في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وليس في مجلس الأمن، وأضاف: "هذا ما نقترحه، لكننا، على ما يبدو، لا نلقى آذانا صاغية".
وتابع بالقول: "إننا مستعدون لإجراء تحقيق مشترك، لكن المشكلة تكمن في أنه لا ينوي أحد ضمان ذلك لأن المذنبين، كما رأيتم ذلك اليوم خلال كلمات وفود عدة، تم تحديدهم مسبقا".
نيبينزيا: نطالب بريطانيا بتقديم أدلة للأثر الروسي المزعوم
وأكد نيبينزيا، في هذا السياق، استعداد روسيا لإجراء تحقيق مشترك مع بريطانيا في هذه القضية، إلا أنه طالب السلطات في بريطانيا بتقديم أدلة مادية على "أثر روسي مزعوم في تسميم سكريبال" من بينها عينات المادة، التي تم استخدامها في الهجوم، حسب ما تقوله لندن.
وأوضح نيبينزيا أن "هذا الشرط ليس جانبيا وإنما ضروري بالتوافق مع معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية"، وأضاف: "إننا مستعدون لمثل هذا التحقيق، ولا شيء نخشاه ونخفيه".
نيبينزيا: لا نخشى التوجه إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وعلى بريطانيا تقديم عيناتها للتحليل
وتابع نيبينزيا: "في حال اعتبار التوضيحات، التي سيتم التوصل إليها، غير كافية، من الممكن التوجه بطلب المساعدة إلى الجهات الإدارية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهذا يمثل الخيار الحضاري الوحيد لتسوية هذه القضية".
ولفت مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة إلى ضرورة أن تقوم هذه المنظمة بتحليل العينات المتوفرة لدى بريطانيا للمادة التي تسمم بها، حسب تصريحاتها، الاستخباراتي الروسي السابق وابنته.
وأردف نيبينزيا مشددا: "لا سبيل آخر لتحقيق ذلك لا سيما أننا نواجه اتهامات لا أساس لها بعدم الامتثال لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، ولا بد هنا من الحوار الوثيق لخبراء ذوي اختصاصات متنوعة".
وأشار نيبينزيا إلى أن قضية تسميم سكريبال موضوع يجب مناقشته في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وليس في مجلس الأمن، وأضاف: "هذا ما نقترحه، لكننا، على ما يبدو، لا نلقى آذانا صاغية".
وتابع بالقول: "إننا مستعدون لإجراء تحقيق مشترك، لكن المشكلة تكمن في أنه لا ينوي أحد ضمان ذلك لأن المذنبين، كما رأيتم ذلك اليوم خلال كلمات وفود عدة، تم تحديدهم مسبقا".
نيبينزيا: المصدر المحتمل أكثر للمادة التي تسمم بها سكريبال هو المملكة المتحدة
وفي تطرقه إلى مادة "نوفيتشوك" (الغرّ) المشلة للأعصاب، التي تقول بريطانيا إنها استخدمت لتسميم سكريبال، قال نيبينزيا إنها صنعت، على الأرجح، في المملكة المتحدة وليست في روسيا.
وقال في غضون ذلك: "لم تجر في الاتحاد الروسي أي عمليات علمية واختبارية تحت عنوان نوفيتشوك".
وتابع موضحا: "من المحتمل بشكل أكبر أن مصدر هذه المادة الكيميائية هو الدول، التي تجري فيها أبحاث مكثفة منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي وحتى الوقت الراهن بشأن هذه المادة، ومن بينها بريطانيا".
كما أشار نيبينزيا إلى أن روسيا أتلفت جميع مخزوناتها للأسلحة الكيميائية، فيما لم تتخذ الولايات المتحدة، التي تتهم الحكومة الروسية بعدم الالتزام بتعهداتها في هذا المجال، هذه الخطوة بعد.
نيبينزيا: لا مصلحة لدينا في تسميم سكريبال لا سيما قبل انتخابات الرئاسة وكأس العالم
وفي نهاية كلمته دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى التساؤل حول الجهات التي قد تستفيد من قضية تسميم سكريبال، فيما أوضح أن الأخير لم يمثل أي تهديد للحكومة الروسية واغتياله لا يخدم مصالحها لا سيما قبل انتخابات الرئاسة المقبلة وإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم في صيف هذا العام.
وذكر نيبينزيا أن الوفد الروسي وزع بين أعضاء مجلس الأمن مشروع بيان يركز على ضرورة إجراء تحقيق في قضية سكريبال بالتوافق مع المادة الـ9 لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وأعرب عن أمله في تبني هذه الوثيقة.
بريطانيا تتهم روسيا في مجلس الأمن بمحاولة اغتيال سكريبال وأمريكا تتضامن معها
بدورها اتهمت بريطانيا، خلال الجلسة الخاصة لمجلس الأمن الدولي، روسيا بالوقوف وراء تسميم سكريبال بهدف اغتياله، فيما قالت الولايات المتحدة إنها تشارك هذا الموقف.
وقال نائب المندوب البريطاني في الأمم المتحدة، جوناثان آلن: "إن هذه الجريمة لم تكن عادية، إنها مثلت استخداما غير قانوني للقوة وانتهاكا للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، التي تعتبر أساسا للقانون الدولي".
وزعم المسؤول البريطاني أن مادة الأعصاب "نوفيتشوك"، التي تسمم بها سكريبال وابنته، مصنوعة في روسيا ولم تنتج في أي بلد آخر، مشددا على أن المملكة المتحدة لم تتلق من موسكو أي توضيح حول وصول هذه المادة إلى مدينة سلزبوري، حيث وقع الحادث.
وقال آلن إن الجهات المعنية بالتحقيق في بلاده توصلت إلى استنتاج مفاده أن روسيا حاولت اغتيال سكريبال، واتهمها بانتهاك معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.
من جانبها، أعلنت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أن "الولايات المتحدة متضامنة بشكل تام مع بريطانيا وتعتقد أن روسيا تتحمل المسؤولية عن الهجوم على شخصين في الأراضي البريطانية باستخدام مادة سامة من نوع عسكري تؤثر على الأعصاب".
ودعت هايلي إلى اتخاذ خطوات ملموسة فورا للتعامل مع هذا الوضع، وتابعت محذرة: "إذا لم نفعل ذلك فإن سلزبوري لن تكون المكان الأخير الذي سنتابع فيه استخدام الأسلحة الكيميائية، الأمر الذي قد يحدث هنا، في نيويورك، أو في أي بلد آخر يحضر جلسات مجلس الأمن".
ووصفت هايلي هذه اللحظة بالحاسمة لحل قضية استخدام الأسلحة الكيميائية، الذي أصبح متكررا في الآونة الأخيرة، وأشارت إلى أنه لن تكون هناك ثقة بمجلس الأمن الدولي حال عدم تمكنه من محاسبة روسيا بسبب تسميم سكريبال.
كما دعت المندوبة الأمريكية الحكومة الروسية إلى تقديم معلومات مفصلة عن برنامجها الكيميائي.
من اتهم روسيا في مجلس الأمن بتسميم سكريبال؟
بريطانيا – نعم
الولايات المتحدة – نعم
فرنسا – لا
بولندا – لا
السويد – لا
هولندا – لا
الكويت – لا
كازاخستان – لا
الصين – لا
إثيوبيا – لا
ساحل العاج – لا
غينيا الاستوائية - لا
بيرو – لا
بوليفيا - لا
المصدر: RT + وكالات
رفعت سليمان