وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي لها إن "القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، أعلن يوم 11 يناير/كانون الثاني، أن الولايات المتحدة تعتزم القيام بخطوات بشأن سوريا عبر الأمم المتحدة باتجاه معاكس لمؤتمر الحوار الوطني".
وأشارت: "لقد قلنا أكثر من مرة أن عمليات جنيف، وأستانا، ومؤتمر سوتشي مرتبطة ببعضها البعض. وكلها تعتبر عناصر عملية التسوية".
وتابعت قائلة: "والآن أصبح من الواضح، لماذا تعلن بعض مجموعات المعارضة السورية عن عدم وجود مواقف واضحة لديها بشأن المؤتمر. ومن الواضح من يقف وراء المعارضة ومن يعرقل (التسوية)".
وأضافت زاخاروفا: "ربما يتوهم البعض بأن روسيا ستتخلى عن الموقف المبدئي بشأن دعم التسوية السياسية في سوريا على أساس قرار 2254 لمجلس الأمن الدولي، وعن الجهود للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني السوري في نهاية يناير/كانون الثاني".
وتابعت: "وإذا كانت لدى أحد، ونحن نعرف اسمه، وهو السيد ديفيد ساترفيلد، مثل هذه الأوهام، فإنكم لن تنجحوا، على الرغم من كافة الجهود التي تبذلونها".
وقد جاء ذلك ردا على تعليقات القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد حول أن الولايات المتحدة لن تعتبر مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي شرعيا.
زاخاروفا: توقيت استفزازات "النصرة" والهجمات على العسكريين الروس يثير التساؤلات
وأشارت زاخاروفا كذلك إلى أنه "في الأيام الأولى من عام 2018 اشتدت في سوريا بشكل ملحوظ استفزازات مسلحي "جبهة النصرة" وفصائل التشكيلات المسلحة المتطرفة، وكانت هناك هجمات على مواقع العسكريين الروس".
وأضافت أن هناك تساؤلات بهذا الشأن لدى موسكو: "من أين حصل الإرهابيون على وسائل جديدة مبدئيا لخوض العمليات القتالية، ولماذا ظهرت بين أيديهم الآن بالذات"، أي في الوقت الذي تتعزز فيه "التوجهات نحو استقرار الأوضاع السياسية، في سوريا وتجري تهيئة ظروف مواتية لتحقيق التسوية السياسية وعودة البلاد إلى حياة سلمية".
وتساءلت: "هل يأتي ذلك بسبب أن هذا التطور للأحداث، لا يروق لبعض القوى المتنفذة ،ولأن روسيا تلعب الدور الأكثر أهمية فيه؟".
زاخاروفا: الإعلام الغربي يصمت عن الوضع الإنساني في الرقة
وتطرقت زاخاروفا إلى موضوع الوضع الإنساني في مدينة الرقة السورية، التي حررتها "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من قبل التحالف بقيادة الولايات المتحدة من قبضة تنظيم "داعش".
وقالت إنه "يتهيأ في وسائل الإعلام الغربية والدوائر السياسية ما يصعب تسميته، إلا بتواطؤ الصمت حول الوضع الحقيقي في الرقة. ويأتي ذلك من أجل عدم الإساءة إلى سمعة واشنطن وحلفائها، التي لا تمتلك أسسا قانونية لتواجدها في سوريا. وفي الوقت ذاته تستمر محاولات تأجيج وتشويه صورة ما يحدث في الغوطة الشرقية وإدلب".
وأشارت زاخاروفا إلى أن الأوضاع في الرقة لا تزال معقدة للغاية، حيث هناك ألغام وقذائف لم تنفجر في الكثير من أحياء المدينة، وألحقت أضرار بـ 80 بالمئة من المباني ولا تعمل منظومة إيصال المياه، ولا يوجد كهرباء، إلا في بعض الأحياء. كما لا يزال كم كبير من الجثث تحت الأنقاض، ما يهدد بانتشار الأوبئة، ولا تزال الوكالات الأممية المختصة غير قادرة على تقييم الوضع.
وأضافت أن "أسباب هذا الوضع واضحة، وهي تكمن في استخدام ما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للقوة بشكل عشوائي، وبعد ذلك التلاعب بتشكيل إدارة محلية غير خاضعة للسلطات السورية الشرعية في دمشق".
المصدر: وكالات
أنطون زوييف