ونقلت وكالة "رويترز" عن ناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي أن شرطة طهران استخدمت، مساء اليوم، خراطيم المياه في محاولة لتفريق المتظاهرين في ميدان الفردوسي وسط العاصمة، بينما ذكرت مصادر إعلامية تجدد الاضطرابات في المدينة على خلفية التظاهرات.
كما أظهرت أشرطة فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي اشتباكات اندلعت بين المحتجين وعناصر الشرطة في مدينة خرمدره في محافظة زنجان شمال غرب البلاد.
في غضون ذلك، أعلن نائب عمدة طهران للشؤون الأمنية، علي أصغر ناصر بخت، عن اعتقال حوالي 200 شخص شاركوا في تظاهرات جرت في العاصمة أمس السبت، مضيفا أن 40 منهم يعتبرون قادة للاحتجاجات.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية صورا لمئات المحتجين المعتصمين داخل جامعة طهران منذ أمس، حيث نظمت مظاهرة احتجاجية حاشدة، وهم يرددون شعارات معارضة تعبيرا عن تنديدهم بالغلاء والفساد وسياسات الحكومة الداخلية والخارجية.
في غضون ذلك، حذر محافظ طهران محمد حسين مقيمي في تصريح صحفي من أن أي تجمعات في العاصمة تعتبر غير قانونية، لأن البلدية لم تتسلم أي طلب بإصدار رخصة للتجمهر.
وأكدت مصادر محلية انتشار قوات الأمن بكثافة في الميادين والساحات الرئيسية بالعاصمة، ولا يزال الوضع في العاصمة متوترا للغاية.
وفي وقت سابق من اليوم، شدد وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، على أن الحكومة سوف تتصدى بكل حزم للذين ينشرون العنف والفوضى، مضيفا أن من يتلف الممتلكات العامة خارج عن القانون، وينبغي محاسبته على سلوكه كي يدفع ثمن جريرة تصرفاته.
وجاءت هذه التصريحات بعد ليلة متوترة للغاية حيث تواصلت المظاهرات في مختلف أنحاء البلاد، وأحرق المحتجون الأعلام الوطنية ومزقوا صورا للمرشد الأعلى علي خامنئي.
ونشرت وسائل الإعلام الرسمية صورا تظهر مصارف ودوائر حكومية تعرضت للتخريب أثناء التظاهرات.
وأكد نائب محافظ لورستان للشؤون الإنسانية حبيب الله خوجاتهبور في تصريح صحفي، الأنباء التي أفادت بمقتل متظاهرين اثنين ليلة أمس أثناء اشتباكات اندلعت خلال مظاهرة غير مرخص بها في مدينة درود غرب البلاد، مشددا في الوقت نفسه على أنهما لم يُقتلا على أيدي عناصر الحرس الثوري، بل بنيران مسلحين مجهولين متواطئين مع "أعداء الثورة الإسلامية" وتنظيمات تكفيرية واستخبارات أجنبية.
وتشهد الأيام الـ4 الأخيرة في إيران خروج آلاف المتظاهرين، من ضمنهم طلاب، في احتجاجات طالت طهران ومدن إيرانية أخرى تندد بالغلاء والفساد وسياسات الحكومة الداخلية والخارجية وتردي الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس حسن روحاني.
واعتقلت الشرطة الإيرانية، في اليومين الأولين من الاضطرابات، عشرات المحتجين، منهم 52 شخصا في مدينة مشهد، التي تعد مركزا دينيا مهما في إيران، وتحدث ناشطون في تقارير غير رسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن سقوط قتلى وجرحى أثناء تفريق التظاهرات على يد قوات الأمن، فيما أكدت السلطات مقتل شخصين في مدينة دورود الغربية.
ورفع المحتجون شعارات ولافتات من ضمنها "الموت لروحاني" و"الموت للدكتاتور".
المصدر: وكالات
نادر عبد الرؤوف، رفعت سليمان