ونشرت الصحيفة الأمريكية أمس الجمعة تقريرا يتيح للقارئ التعرف على المسؤولين، الذين لم تسميهم غالبا وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، لكن يبدو أنهم يلعبون دورا بارزا في تطوير القدرات الصاروخية الباليستية والنووية لبيونغ يانغ.
وأفادت الصحيفة بأن ستة مسؤولين، وصفتهم بـ"الثنائي النووي والرباعي الصاروخي" نجحوا، على الأرجح، في تصنيع صاروخ باليستي عابر للقارات جديد يعتقد أنه قادر على استهداف أي مدينة في الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن شخصين فقط من "الرباعي الصاروخي" هما من رجال العلوم، وهما رئيس أكاديمية العلوم الدفاعية الوطنية جانغ تشانغ ها (53 عاما) وجون إل هو (61 عاما) الذي تصفه وسائل الإعلام الكورية الشمالية بمسؤول البحوث الميدانية والعلمية".
إلى ذلك يشمل "الرباعي الصاروخي" قائد سلاح الجو السابق والنائب الأول لمدير قصم الصناعة في حزب العمال الحاكم، ري بيونغ تشول، وهو يعتبر أرفع مسؤول من حيث المستوى في "الرباعي".
أما بخصوص العضو الأخير في "الرباعي" فهو يدعى كيم جونغ سيك (49 عاما)، المهندس المحترف، وظهر لأول مرة بين مرافقي كيم أثناء فعاليات رسمية في فبراير/شباط 2016، وكان نفوذه يرتفع أكثر فأكثر مع كل تجربة صاروخية ناجحة جديدة، غير أنه لم يحضر الإطلاق الصاروخي الأخير في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم.
وأما "الثنائي النووي"، فأول المسؤولين فيه هو رئيس معهد الأسلحة النووية الكورية الشمالية ري هونغ سوب، وهو يعتبر الرجل رقم واحد في برنامج بيونغ يانغ النووي، وتم إدراجه على القائمة السوداء الأمريكية في عام 2009.
والرجل النووي الثاني في فريق كيم هو هونغ سونغ مو، كبير المهندسين السابق في مركز يونغبيون للأبحاث النووية العلمية، أي معهد برنامج بيونغ يانغ النووي.
علاوة على ذلك، أفادت الصحيفة بأن سلطات كوريا الشمالية وظفت خلال العقود الماضية عشرات الخبراء من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ومنحتهم رواتب تبلغ 10 آلاف دولار شهريا، حسب شهادات الفارين من كوريا الشمالية.
وأكد التقرير أنه من غير الواضح حتى الآن حجم إسهام الخبراء السوفيتيين السابقين في تطوير برنامج بيونغ يانغ الصاروخي والنووي، لكن أستاذ العلوم والتكنولوجيا والأمن الدولي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ثيودور أي بوستول رجح أن نجاحات بيونغ يانغ الأخيرة في هذا المجال تعتمد بالدرجة الأولى على تجربة الخبراء الروس (السوفيتيين).
وذكرت الصحيفة أن الإجراءات القمعية التي طالت المنافسين المفترضين لكيم جونغ أون لم تطل العلماء، مؤكدة أن زعيم البلاد يعير اهتماما بالغا إلى رجال العلوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن كيم جعل من أبرز الخبراء رمزا للتقدم الوطني، ويستخدم العلوم كآلية للدعاية، على غرار ما فعله والده وسلفه كيم جونغ إل مع السينما والفنون الجميلة عموما.
وذكرت الصحيفة بأن جد الزعيم الحالي، كيم إل سونغ، شرع، أثناء فترة حكمه، في تطوير القدرات العلمية للبلاد، إذ أرسل مئات الطلاب للدراسة إلى الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية بعد الحرب الكورية عام 1950-1953.
المصدر: نيويورك تايمز
نادر عبد الرؤوف